أطلق الدكتور شادي ظاظا، رئيس منظمة رحمة حول العالم، نداءً إنسانيًا عاجلًا كشف فيه عن تدهور خطير وغير مسبوق في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة، واصفًا الوضع هناك بأنه 'تجاوز حدود الكارثة ووصل إلى مرحلة الانهيار الكامل'، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية، وغياب شبه تام للمساعدات.

وأكد الدكتور ظاظا في بيانه الرسمي أن جميع مخازن الإغاثة والتموين في غزة أُغلقت بالكامل، وأن المنظمة تتلقى يوميًا آلاف نداءات الاستغاثة من الأهالي الذين يبحثون عن أبسط مقومات الحياة، كـ رغيف الخبز ومياه الشرب، في وقت لم تعد فرق الإغاثة قادرة على تلبية هذه النداءات، رغم محاولاتها المستمرة.

وأشار البيان إلى أن سكان القطاع أصبحوا يعتمدون بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية التي أصبحت شبه معدومة، في حين تجاوزت معدلات الفقر والبطالة حاجز 85%، وسط تدهور يومي في الوضع الإنساني والمعيشي.

وتحدث الدكتور ظاظا عن معاناة فرق المنظمة نفسها، حيث باتت غير قادرة على تأمين الطعام حتى لأفرادها، وأضاف:

'نحاول جاهدين تأمين بعض الخضار من السوق المحلي، لكن الكميات غير كافية ولا تفي بالحاجة الملحّة للسكان'.

كما أشار إلى صعوبة بالغة في تأمين مياه الشرب، مؤكدًا أن المتوفر منها لا يغطي الحد الأدنى من احتياجات السكان، في وقت تواجه فيه فرق الإغاثة مخاطر حقيقية أثناء تنقلها بسبب الوضع الأمني المعقد في القطاع.

وختم الدكتور ظاظا نداءه بدعوة المجتمع الدولي إلى ضرورة فتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات دون تأخير، ووقف إطلاق النار فورًا كضرورة إنسانية عاجلة وليس مجرد خيار.

وأكد أن الكارثة في غزة ليست أزمة مؤقتة، بل خطر وجودي يهدد حياة الملايين، داعيًا جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التحرك العاجل لحماية المدنيين الأبرياء.

 يُذكر أن منظمة 'رحمة حول العالم' تُعد من أبرز الجهات الإغاثية العاملة في غزة، وتتمتع بوجود ميداني فعال عبر فرقها المحلية التي تعمل وسط ظروف بالغة الصعوبة.