ناشد عدد من الكوادر التربوية في محافظة الحسكة وزارتي التربية والمالية، لتوضيح الأسباب الكامنة وراء استمرار تأخير صرف رواتبهم منذ أكثر من خمسة أشهر، رغم أن الرواتب تم صرفها جزئياً لبعض المعتمدين دون غيرهم، في ظل غياب توضيحات رسمية من الجهات المعنية.

ويعتمد أكثر من 17 ألف موظف في مديرية التربية بالحسكة على 28 معتمداً لصرف رواتبهم، لكن حتى اللحظة لم يتجاوز عدد المعتمدين الذين صرفوا الرواتب 8 فقط (4 في الحسكة و4 في القامشلي)، فيما لم يقم نحو 20 معتمداً بصرف أي دفعة، رغم تسلّم بعض الموظفين لراتبي شهرين متتاليين، ما يثير علامات استفهام كبيرة.

الغريب أن عمليات التوزيع تمت في كثير من الأحيان ضمن منازل المعتمدين، دون وجود آلية رسمية واضحة أو إعلان عن جدول صرف محدد، مما زاد من حدة الغموض والتفاوت في عمليات الصرف، وسط تجاهل مديرية التربية في الحسكة لمطالب الكوادر بإصدار توضيح رسمي أو جدول زمني يُنهي هذه الفوضى.

وبحسب مصادر من داخل مديرية التربية، فإن هناك منسقاً يتولى التواصل مع وزارة المالية لتسهيل إجراءات تحويل الشيكات من الحسكة إلى دير الزور، ثم نقل الأموال إلى الحسكة والقامشلي عبر شركات تحويل خاصة، لكن هذا المسار لم يثمر حتى الآن عن صرف الرواتب للجميع.

وفي اتصال مع مدير مالية دير الزور، الدكتور محمود فتيح، أكد أن المديرية جاهزة لصرف الرواتب فور وصول الشيكات وتوفّر الكتلة المالية اللازمة، مشيراً إلى أن التنسيق يجري عن طريق وزارة المالية.

في ظل هذه الأزمة، يجدد العاملون في القطاع التربوي بمحافظة الحسكة مطالبتهم بحل عاجل ينهي حالة الانتظار القاتلة، ويضمن صرف الرواتب بشكل عادل ومنظم، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية المتردية وارتفاع تكاليف المعيشة يوماً بعد يوم.