بينما شدّد الرئيس السوري أحمد الشرع على أن بلاده لم تعد معزولةً عن العالم، مؤكدًا أن وحدة الشعب هي الركيزة الأساسية لإعادة بناء سوريا الجديدة، عادت المفاوضات الأمنية مع إسرائيل إلى نقطة الصفر بعد تعثّرها بسبب خلاف حول ممرّ في السويداء. وفي وقتٍ تسعى واشنطن إلى دعم تشكيل حكومة سورية شاملة قبل نهاية العام، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إعلان مهم يتعلق بسوريا، وسط تزايد الحديث عن رفع العقوبات واستقطاب الاستثمارات.

وفي التفاصيل، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الجمعة، أن سوريا لم تعد معزولةً عن العالم، مشددًا على أهمية وحدة الشعب السوري.

وقال الشرع في كلمة خلال فعاليات حملة 'الوفاء لإدلب': 'إن وحدة الشعب السوري واجب لا مفر منه، وهي أساسية لإعادة بناء سوريا الجديدة التي يشارك فيها أبناؤها جميعا من دون تفرقة'، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).

وأضاف الرئيس السوري: 'التقيت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بكبار ساسة العالم، ورأيت احترامًا وتقديرًا لما فعلتم'.

وأردف: 'سوريا لم تعد معزولةً عن العالم فقد أعادت وصل ما انقطع وأثبتت أنها قادرة على تقديم الكثير'.

وأشار إلى أنّ 'رفع العقوبات ليس غايةً بحدّ ذاتها، بل وسيلة لخدمة الشعب وجذب الاستثمارات وتحسين الاقتصاد وتطوير البنية التحتية وخلق فرص عمل لإعادة بناء البلد من داخلها'.

جديد الاتفاق الأمني مع إسرائيل

على صعيد مختلف، وبعدما اقتربت سوريا وإسرائيل مؤخرًا من إبرام اتفاق أمني، ذكرت أربعة مصادر أن جهود التوصل إلى هذا الاتفاق تعثّرت في اللحظات الأخيرة.

أمّا السبب فيعود وفق المصادر إلى مطلب إسرائيلي، بفتح ممرّ إلى محافظة السويداء، جنوب سوريا، وفق ما نقلت وكالة 'رويترز'، الجمعة.

وبينما أعلن المبعوث الأميركي توم باراك أن بلاده لا تفرض إملاءات أو شروطًا على أحد، شدّد على أن الفيدرالية ليست حلًا مناسبًا لسوريا.

فقد توقع باراك تشكيل حكومة سورية مركزية شاملة قبل نهاية العام الحالي.

وقال باراك في تصريحات لشبكة 'روداو'، الخميس، إنّ الحكومة المقبلة ستضمن حقوق جميع المكوّنات والأقليات، مؤكدًا أن الدعم الأميركي يشمل السوريين الكُرد وباقي المكوّنات من دون فرض أي إملاءات.

وأوضح أن الولايات المتحدة تساهم بالتوجيه والمساعدة، لكنها لا تفرض نموذجًا أميركيًا أو أوروبيًا على السوريين.

ووصف باراك أحداث السويداء بأنها 'مؤسفة'، مشددًا على أن واشنطن تعمل على منع تكرارها.

في سياق متصل، لفت باراك إلى أن اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان كان 'أفضل من رائع'، موضحًا أنه تناول قضايا متعددة، من بينها دعم جهود تشكيل حكومة سورية شاملة.

وأكد أن تركيا أبدت تفهمًا لدور الولايات المتحدة في دعم عملية السلام وتشكيل حكومة سورية جديدة.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشف، الخميس، أنه سيصدر 'إعلانًا مهمًا' يخصّ سوريا، من دون تفاصيل إضافية، بحسب وكالة 'رويترز'.

وردًّا على سؤال لأحد الصحافيين في البيت الأبيض يتعلق بسوريا، قال ترامب: 'رفعت العقوبات لأجعل السوريين يلتقطون أنفاسهم، لأن تلك العقوبات كانت صارمة جدًا، لكنني أعتقد أنه يتعيّن علينا إصدار إعلان مهم اليوم'.