أقام 'مركز سرطان الأطفال' في لبنان الحفل الخيري السنوي الحادي عشر في فندق 'سانت ريجيس' في الكويت، تخللته كلمة لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ألقاها القائم بالأعمال في سفارة لبنان في الكويت أحمد عرفة، وحضره الرئيس السابق لجمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير، رئيس مجلس أمناء المركز جوزيف عسيلي وأعضاء المجلس: فيصل علي المطوع، أسمهان زين والدكتور سيزار باسيم والمديرة العامة فيه هنا الشعار شعيب وشخصيات كويتية ولبنانية.

وذكر المركز في بيان، أن هذا الحفل 'يشكل امتدادا للعلاقات المتينة التي تجمع مركز سرطان الأطفال في لبنان بدولة الكويت، والتي تجسدت عبر سنوات من الدعم والتعاون الإنساني المستمر في سبيل علاج الأطفال المرضى ومساندة عائلاتهم'.

ونقل عرفة عن الرئيس عون 'امتنانه العميق للدعوة للمشاركة في هذا الحفل الإنساني الخيري، الذي يكرس أسمى معاني التضامن والدعم لأطفال لبنان'. وأكد أن هذه المناسبة 'تحمل رسالة محبة من لبنان وشعبه المحب للسلام، الطامح إلى الاستقرار، والساعي إلى استعادة دوره العربي ومكانته الثقافية والعلمية، المتمسك بالتنوع والتعددية'.

وشدد على 'متانة العلاقات الأخوية العريقة بين لبنان والكويت، والتي تعززها المواقف النبيلة والثقة المتبادلة'، معربا عن تقديره 'الكبير لما تبذله الكويت، قيادة وشعبا، من دعم دائم للبنان في مختلف المحطات'، شاكرا لها استضافتها هذا الحدث. وشكر المطوع، مثنيا على 'دعمه المتواصل للبنان وعطائه السخي لمركز سرطان الأطفال'، وحيا مجلس أمناء المركز والعاملين فيه. وختم عرفة كلمة الرئيس عون بالدعاء أن 'يبارك الله هذا العطاء، ويشفي الأجساد الطرية، التي هي بمثابة الروح للجسد'.

من جهته، أبدى المطوع شكره العميق وامتنانه لجميع الحاضرين، وقال: 'هذه الأمسية ليست مجرد مناسبة لتناول العشاء، بل تجسيد لمعنى أعمق. فكل مقعد شغل، وكل طاولة حجزت، دليل على كرم الحضور والتزامهم الصادق بدعم الأطفال الذين يواجهون مرض السرطان، لا سيما أولئك الذين ينتمون إلى أسر تعاني من ظروف مادية صعبة'. اضاف: 'هذا الحدث يسهم في تغطية تكاليف العلاج، والاحتياجات الأساسية التي تدخل السعادة والراحة إلى قلوب الأطفال خلال فترة علاجهم'. وشكر 'كل من حضر، تقديرا لقلوبهم الرحيمة، واعتزازا بروح المجتمع المتكاتف التي يمثلونها'.

من جهته، أثنى عسيلي على 'الدور الكبير الذي تؤديه دولة الكويت في دعم المركز'، مذكرا بـ'التزام المركز منذ تأسيسه عام 2002 برسالة ثابتة تقوم على منح كل طفل مصاب بالسرطان فرصة متساوية للعلاج المجاني، وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، من دون تمييز على أساس القدرة المادية أو الانتماء الاجتماعي أو الوطني'. وأشار إلى أن 'المركز نجح بدعم المخلصين، في علاج أكثر من 5100 طفل حتى اليوم، رغم التحديات الجسيمة التي واجهته'، موضحا أن 'نسبة الشفاء التي تتجاوز 80 في المئة تشكل حافزا كبيرا لمواصلة هذه المسيرة'.

ووجه تحية تقدير خاصة إلى المطوع 'تقديرا لدوره الأساسي منذ عام 2005، في توسيع شبكة علاقات المركز الدولية وتأمين دعم استراتيجي من مؤسسات كبرى'. وقال: 'دعمكم لنا ليس مجرد تبرع، بل هو فرصة حياة تمنح لطفل بريء يحلم بالمستقبل. معكم، وبكم، سنستمر.'

وقدمت عريفة الحفل الناجية من مرض السرطان جيسي فخري شهادة مؤثرة اختصرت فيها سنوات من الصراع، بدأتها بعمر 12 سنة مع حلم بسيط بالرقص، ليقاطع السرطان طفولتها ويفرض عليها رحلة قاسية من الألم والعلاج. وأكدت أنها رغم تساقط شعرها، وتغير ملامحها، وفقدانها القدرة على المشي، تمسكت بخيط الأمل، ووجدت في مركز سرطان الأطفال 'أكثر من مجرد مكان للعلاج'، واصفة إياه بأنه 'بيت دافئ وملجأ نفسي ومادي، احتضنها بمحبة الأطباء والممرضين ورفاق الدرب من المرضى الذين أصبحوا عائلتها الحقيقية. وحتى من رحل منهم، بقي أثره حيا يرافقها ويقوي عزيمتها. وفي 20 كانون الثاني 2020، دونت انتصارها في معركتها مع السرطان.

وأصدرت فخري كتابها '١٨ بين الألم والقلم'، وهو شهادة حية توثق تفاصيل رحلتها مع المرض، وخصصت ريعه بالكامل لدعم مركز سرطان الأطفال، عربون امتنان للمكان الذي احتضنها ورافقها منذ اللحظة الأولى. ودعت جميع مرضى السرطان 'ليتذكروا أن السرطان ليس نهاية الحياة بل بداية لحياة مليئة بالقوة والأمل، وأن الإرادة القوية تقضي على أصعب مرض'.

وساهمت الفنانة بلقيس فتحي في إحياء الحفل دعما للأطفال ومهمة المركز، من خلال تقديم فقرة فنية تعبيرا عن إيمانها برسالة المركز الإنسانية، سبقتها وصلة موسيقية للفنانة فاتن ضرغام وعازفة البزق الفنانة حنان حلواني.