اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
تتصدر صور المجاعة القادمة من قطاع غزة المشهد العالمي، بعدما وثّقت مشاهد مروّعة لأطفال ومدنيين يعانون الجوع القاتل، وراح ضحيته عدد من الشهداء، دون أن يستثني الرياضيين الذين باتوا اليوم ضحايا الجوع والحصار.
ورغم النداءات المتكررة من المؤسسات الأممية والدولية لفتح المعابر وإدخال المساعدات، فإن صمت الجهات الرياضية الدولية، وتجاهل الجماهير الرياضية في العالم لمعاناة الرياضيين الفلسطينيين، شكّل صدمة مؤلمة، ولا سيما أن القضية إنسانية بامتياز، بعيدة عن أي حسابات سياسية.
محمد الديري، مدافع نادي خدمات الشاطئ ومنتخب الشباب الفلسطيني سابقًا، عبّر عن معاناته الشخصية قائلاً: 'لا يوجد دقيق في منزلي. أعتمد حالياً على المساعدات من التكيّات، ولا أستطيع توفير أدنى مقومات التغذية.'
وأضاف لـ 'فلسطين أون لاين': 'من الصعب أن نعود لممارسة كرة القدم بعد الحرب. أجسادنا هزلت، ولم نعد قادرين على التدريب أو اللعب. الجوع أنهكنا تمامًا.'
واستغرب الديري من غياب التفاعل العربي والدولي مع محنة الرياضيين في غزة، متسائلًا: 'أين جماهير الكرة؟ لماذا لا نرى لافتات دعم في المدرجات؟ أين الحملات التضامنية عبر السوشيال ميديا؟ نحن نُترك لنموت ببطء.'
من جانبه، عبر الحكم الدولي محمد أبو شهلا هو الآخر عن صدمته من تجاهل العالم الرياضي لمعاناة غزة، وقال: 'العالم صامت، لا صوت للمؤسسات الرياضية، ولا كلمة من الاتحادات الدولية، وكأن رياضيي غزة لا ينتمون لعالم الرياضة.'
وأضاف لـ'فلسطين أون لاين': 'كنا نركض في الملعب لأكثر من 90 دقيقة، اليوم لا نستطيع حتى المشي لمسافات قصيرة، بسبب الجوع والضعف العام.'
وأشار إلى أن الرياضيين في غزة كانوا يحرصون قبل الحرب على اتباع نظام غذائي خاص للبقاء في جاهزية بدنية تليق بالمنافسات العربية والآسيوية، أما اليوم فالكثير منهم لا يجدون قوت يومهم. وتبع: 'ملامحنا تغيّرت، أجسادنا ذبلت، والرياضة تحوّلت من حلم إلى عبء ثقيل وسط هذه المجاعة.'
من جهته، قال الكابتن نادر النمس، لاعب منتخب فلسطين السابق ومدرب كرة قدم في غزة، إن المجاعة لم تفرّق بين أحد، وطالت الجميع: 'الجوع وصل إلى كل بيت، والمواد الغذائية -إن توفرت- باتت بأسعار لا يمكن تحملها. معظم العائلات تعيش على وجبة واحدة بالكاد تكفي.'
وأشار النمس إلى أن ما يحدث في غزة كان سيُقابل بحملات تضامن عالمية ضخمة لو حدث في أي دولة أخرى، وأضاف: 'كنا نتوقع من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومن الاتحادات القارية أن يقفوا معنا، كما فعلوا مع شعوب تعرضت للكوارث والحروب، لكننا للأسف لم نرَ منهم أي دعم.'
بعد أكثر من 80 يومًا من الحصار المشدد، يترقّب الرياضيون في غزة –كما سائر سكانها– أي بادرة أمل بفك الحصار وفتح المعابر، في ظل حرب مستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا، حوّلت غزة إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس، بينما يبقى العالم الرياضي في موقع المتفرج.