اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١١ أيار ٢٠٢٥
نتائج واعدة كشفت عنها دراسة حديثة، حيث أشارت إلى أن حقن إنقاص الوزن، مثل 'أوزمبيك' و'ويغوفي'، لا تقتصر فوائدها على خسارة الكيلوغرامات الزائدة فحسب، بل تمتد لتشمل تحسين المزاج والصحة النفسية والرفاهية العامة وجودة الحياة.
فقد قام باحثون من جامعة برن في سويسرا بتحليل شامل لـ36 دراسة سابقة شملت أكثر من 26 ألف بالغ في 19 دولة حول العالم.
وأظهرت نتائج هذا التحليل، الذي نُشرت تفاصيله في صحيفة 'الغارديان' البريطانية وعُرض في المؤتمر الأوروبي للسمنة في مالقة بإسبانيا، أن 5 من هذه الدراسات توصلت إلى أن حقن إنقاص الوزن تُحدث بالفعل تحسنًا ملحوظًا في المزاج والصحة النفسية وجودة الحياة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات طيف الفصام، واضطراب الاكتئاب الشديد، واضطراب ثنائي القطب.
ولم تتوقف الفوائد عند هؤلاء المرضى فحسب، بل امتدت لتشمل البالغين غير المصابين بأمراض نفسية أيضًا. فقد وجدت الدراسة أن تأثير حقن إنقاص الوزن كان إيجابيًا بشكل أكبر على صحتهم النفسية مقارنة بتأثير الإنسولين وغيره من أدوية السكري.
والأكثر من ذلك، أكدت الدراسة أن هذه الحقن آمنة وفعالة حتى بالنسبة للبالغين الذين يتناولون بالفعل مضادات الذهان أو مضادات الاكتئاب لعلاج أمراض نفسية حادة.
ويعود هذا التأثير الإيجابي المحتمل على الصحة النفسية إلى آلية عمل هذه الحقن، حيث تعمل على إبطاء عملية الهضم وتقليل الشهية عن طريق محاكاة هرمون 'الببتيد' الشبيه بـ'الغلوكاجون 1″ (GLP-1)، وهو الهرمون الذي ينظم الجوع والشعور بالشبع في الجسم.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة سيغريد بريت، الأستاذة في جامعة برن والمشاركة في الدراسة، أن 'مُنشِطات مستقبلات (GLP-1) قد يكون لها تأثيرات مضادة للاكتئاب والقلق، ربما بفضل خصائصها المضادة للالتهابات والأكسدة، والتي يُمكن أن تُساعد أيضاً في تقليل الالتهاب العصبي'.
وأكدت الدكتورة بريت على الأهمية الخاصة لهذه النتائج بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة، والذين تزيد احتمالية معاناتهم من السمنة بثلاث مرات مقارنة بعامة السكان.
وتأتي هذه النتائج لتُضاف إلى سلسلة من الدراسات الحديثة التي تتحدث عن التأثيرات الإيجابية المتعددة لحقن إنقاص الوزن، وعلى رأسها 'أوزمبيك'، على جوانب مختلفة من الصحة، فقد أشارت دراسات سابقة إلى مساهمة هذه الحقن في علاج العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض الكلى والكبد والقلب والسرطان والتهاب البنكرياس، بالإضافة إلى تقليل الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.
ومع ذلك، يجب التنويه إلى دراسة أُجريت في أغسطس الماضي كشفت عن وجود احتمالية أكبر للإبلاغ عن أفكار انتحارية لدى الأشخاص الذين يتناولون حقن 'سيماغلوتيد' (المادة الفعالة في بعض هذه الحقن) مقارنة بمن يتناولون عقاقير أخرى، وهو ما يستدعي المزيد من البحث واليقظة.