قد تنجح مساعي الولايات المتحدة الأميركية في توسيع نطاق 'الاتفاقات الإبراهيمية' لتشمل السعودية، وربما قطر والكويت... وسواهما في وقت لاحق، وصولاً الى سوريا وربما العراق أيضاً، ضمن مدى أبْعَد أو أقرب، وغيرهما من الدول الإسلامية... (قد تنجح مساعي) أو قد تتعثّر وتفشل. ولكن هل من مجال للتوصّل الى شرق أوسط جديد من الناحية العملية، يوفّر استدامة للمشاريع والشراكات الاقتصادية والتكنولوجية، من دون سلام وتطبيع بين إسرائيل وإيران تحديداً، في شكل رئيسي؟

مردود ملموس

فالسلام الإسرائيلي - السعودي قد يكون أبرز وأكثر ما يُنتَظَر من جانب البعض في أميركا. ولكن هل يمكن لهذا السلام أو لغيره أن ينجح، إذا بقيَت التوترات الإسرائيلية - الإيرانية على حالها، و(إذا) تجددت مشاريع الحرب بين تل أبيب وطهران مستقبلاً، بألف شكل وطريقة؟

فالمبدأ الأولي قد يُظهر أن استعدادات الرئيس السوري أحمد الشرع للتهدئة مع إسرائيل، أو لإبرام اتفاقيات معها، ستنقل المنطقة من حالة الى أخرى، وهذا صحيح جوهرياً وبُنيوياً. والأمر نفسه بالنسبة الى السلام بين تل أبيب والرياض، ولا شكّ في ذلك.

ولكن هل من مردود ملموس لكل ما سبق، إذا بقيَت إيران جانباً، وإذا باشرت طهران بتجديد أساليب المواجهات والحروب الإقليمية مستقبلاً؟ وهل تعالج المفاوضات الأميركية - الإيرانية بنسختها الحديثة هذا الجانب، بموازاة بحثها عن حلّ للملف النووي، ولغيره من الملفات الأمنية والعسكرية العالِقَة مع إيران على امتداد الإقليم؟

من دون سلام...

أكد مصدر ديبلوماسي أنه 'يمكن للشرق الأوسط أن يرتاح حتى ولو لم تُبرم إيران معاهدة سلام مع إسرائيل، خصوصاً أن لا حدود إيرانية مشتركة ومباشرة مع الأراضي الإسرائيلية'.

وشرح في حديث لوكالة 'أخبار اليوم' أن 'ما تسبّب بتكثيف الحروب والمواجهات بين الطرفَيْن خلال العقود الماضية، وبكل تلك المشاكل والتدمير، هو قدرة إيران على الاقتراب من حدود إسرائيل، من خلال دول عربية عدة. وبالتالي، تقليص سوريا مثلاً نفوذ إيران فيها وقدرة طهران على العمل من أراضيها، سيُريح الشرق الأوسط، حتى ولو لم توقّع طهران على سلام مع تل أبيب'.