اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
اليوم يتنفس رجال وحدة الظل التابعة لكتائب القسام أنفاس الحرية، تماماً كما تنفس الحرية الجنود والضباط الإسرائيليين الأسرى لدى وحدة الظل لكتائب القسام، وعلى مدار سنوات، منذ معركة العصف المأكول 2014.
اليوم يتم الافراج عن المئات من رجال وحدة الظل، تلك الثلة من الرجال الذين حفظوا العهد، وكتموا السر، وتحملوا المشقة في ظروف غزة المحاصرة على مدار سنتين.
لقد تركوا أولادهم وبناتهم وأمهاتهم، ولم يهتموا لحياة ذويهم، وانشغلوا واهتموا كل الوقت في تأمين حياة الأسرى الإسرائيليين، هؤلاء الرجال لم ينشغلوا مثلي انا بتوفير رغيف خبزٍ لأولادهم وبناتهم وذويهم، وانشغلوا كل الوقت بتوفير وجبات الطعام للأسرى الإسرائيليين.
رجال وحدة الظل لم ينشغلوا بتوفير خيمة لأولادهم وأمهاتهم وأخواتهم النازحات من مكن إلى مكان، وكان كل همّهم واهتمامهم وتفكيرهم: كيف يحافظون على الأمانة؟ وكيف يحفظون العهد؟ وكيف يحافظون على حياة الأسرى، وعلى صحتهم، وراحتهم، وهم الذين تعهدوا بتحمل المسؤولية عن حراستهم وحمايتهم وإطعامهم وتأمينهم، تحت قصف إسرائيلي لا يتوقف، وفي أجواء قد تكون معادية، وقد تكون مربكة في ظل تحرك ملايين البشر من مكان نزوح إلى مكان نزوح آخر، وفي أجواء يختلط فيها الطيب بالخبيث، والمثقف مع الجاهل، والموثوق مع المشبوه، أجواء مثيرة للريبة والشك وعدم الارتياح داخل أجواء غزة، ومع ذلك، تمسك رجال وحدة الظل بثقتهم بأنفسهم، وحافظوا على حياة أسراهم حتى اليوم 737 من الرعب والحذر والثقة بالنفس.
رجال وحدة الظل عاشوا أياماً قاسية، ومحرجة، ومربكة ومرعبة، لا خوفاً على حياتهم، وإنما خوف على الأمانة التي بين أيديهم، فهم يدركون جيداً أن النصر والهزيمة مقترنة بنجاح العدو الإسرائيلي في تحرير أسراه، وهم يدركون أن الحفاظ على الأمانة والاحتفاظ بها سليمة يعني حرية شعب قبل أن يكون حرية عدة آلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهم يدركون أن سلامة الأسرى الإسرائيليين المقيمين بينهم، تعني سلامة النهج، وسلامة التخطيط، وسلامة التنفيذ، وسلامة القوة المسيطرة على الأرض، وسلامة الرؤي السياسية والفكرية التي أعدت واستعدت ورتبت ونظمت بعد أن خططت، وأدركت اللحظة التاريخية في تنفيذ صفقة تبادل أسرى، بكل ثقة وإيمان بأن رجالة المقاومة الذين فاجئوا عدوهم في السابع من أكتوبر، هم قادرون على مفاجئته بقدرتهم على إحباط كل محاولات العدو لمعرفة مكان الأسرى، والعلم على تحريرهم بالقوة العسكرية الهائلة.
وحدة رجال الظل في كتائب القسام أبدعت، وأنجزت، ورفعت رأس الأمة كلها، وهي تقف سداً منيعاً في وجه الاختراق الأمني، وفي وجه العملاء، وفي وجه الجواسيس من كل الدول والحكومات المعادية، والذين وظفوا قدرات دول مالية لا يقوى عليها إلا أباطرة المال، ومقدرات اقتصادية وعسكرية ولوجستية واستخبارية كبيرة جداً، بهدف الوصول إلى مكان الأسرى الإسرائيليين في غزة المحاصرة، لقد نجح رجال وحدة الظل في هزيمة جهاز الشاباك الإسرائيلي، ونجحوا في مواجهة عملاء الموساد الإسرائيلي، ونجحوا في الاستخفاف بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ومخابرات وطائرات ومسيّرات أكثر من دولة معادية للشعب العربي الفلسطيني، لتقف وحدة الظل العربية الإسلامية الفلسطينية التابعة لكتائب القسام نداً لكل من سعى إلى هزيمة غزة، وكسر إرادة كتائب القسام، التي صنعت أمة، وبعثت تاريخاً عربياً إسلامياً، تميز بالكفاءة والقدرة والثقة وتحمل المسؤولية، والمبادرة إلى كسر عنق العدو، وإجباره على تنفيذ صفقة تبادل مشروطة بإنهاء الحرب على غزة.
شكراً لرجال وحدة الظل في كتائب القسام، رفعتم رأسنا بين الأمم، وأسستهم القواعد الصلبة والمتينة لمستقبل أمة تتطلع إليكم من زاوية الإعجاب والتقدير والمحبة، ومن زاوية التفكير الجدي في المحاكاة، وتقليد بطولات وحدة الظل في مراحلة قادمة من الصراع الطويل والمرير مع العدو الصهيوني.