تظاهرت عشرات العائلات الإسرائيلية لأسرى ومحتجزين في قطاع غزة، مساء السبت، أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب، مطالبة بإبرام صفقة تبادل شاملة تُعيد جميع الأسرى دفعة واحدة، مقابل إنهاء الحرب المستمرة على غزة.

وتزامنت هذه التظاهرات مع دخول مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس أسبوعها الثاني في العاصمة القطرية الدوحة، وسط أجواء توصف بأنها 'معقدة وصعبة' بحسب مسؤولين إسرائيليين.

شملت الاحتجاجات ميادين وشوارع رئيسية، ورفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب حكومة نتنياهو بعدم تفويت فرصة التوصل لاتفاق، وإنهاء الحرب التي دخلت شهرها الحادي والعشرين.

وقالت والدة أحد الأسرى، يدعى متان، إنه يعاني من مرض ضمور عضلي يمنعه من الوقوف، مؤكدة أن 'لا وقت لديه'. واتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ'المماطلة لأسباب سياسية'، قائلة:

'شعب كامل يريد إعادة المختطفين وإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يماطل ويمارس سياسة ضيقة على حساب الجنود والمختطفين'.

وأشارت إلى دعمها لموقف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بقولها:

'فقط إنهاء الحرب سيضمن عودة الجميع. العودة إلى الحرب ستقتل ابني وتخفي رفات الجنود إلى الأبد'.

في السياق ذاته، قال والد أسير آخر إن ابنه 'يُحتجز في ظروف غير إنسانية في أحد أنفاق غزة، ويعاني من مرض جلدي متفاقم'، متهمًا نتنياهو بأنه 'مزّق علاقته بابنه' بعد أن فصل بينه وبين شقيقه المُفرج عنه سابقًا.

وتوجّه مباشرة لرئيس الحكومة بالقول:

'كان بإمكانك إعادة الجميع، لكنك اخترت إفشال الاتفاق. توقف عن استغلال الملف سياسياً، وتجاهل ضغوط بن غفير وسموتريتش، فالشعب لا يريد التضحية بالمختطفين'.

وأكد متظاهرون آخرون أن العائلات باتت في مرحلة 'التوسل لزعماء دول أجنبية من أجل إنقاذ أبنائهم'، في إشارة إلى وساطة ترامب، ودعوا إلى 'اتخاذ القرار الصحيح بإنهاء الحرب والتوقيع على الصفقة الشاملة'.

وفي آخر تطورات المفاوضات، أقرّ مسؤول إسرائيلي مشارك في محادثات الدوحة بوجود 'صعوبات كثيرة' تعيق التوصل لاتفاق، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي 'لن ينسحب إلى مواقعه السابقة خلال فترة التهدئة'.

وذكر أن الطرفين لا يزالان 'يُراجعان مقترح الوسطاء الذي تم تقديمه الخميس'، دون إعطاء تفاصيل عن فحوى الاقتراح.

من جهته، قال والد أحد الجنود الأسرى إن 'ابنه قاتل من أجل إسرائيل، ومنذ 652 يومًا تُهمل الحكومة مصيره وتتركه يتعرض للتعذيب'، داعيًا إلى 'إنقاذه وبقية المختطفين عبر اتفاق شامل يضمن عودتهم ووقف النزيف'.

اقرأ/ي أيضاً: أبو عبيدة: إذا تعنت العدو في المفاوضات الحالية فلن نضمن العودة للصفقات الجزئية