كتب يوسف فارس في “المركزية”:

لم يكد الموفد الأميركي توم براك يغادر لبنان حتى بدأت إسرائيل بتصعيد وتعميق عملياتها الميدانية على الأراضي اللبنانية كما حصل اليوم، بما يعزز الخشية من بعض دلالات التصريحات التي اطلقها من بيروت والمح فيها الى خطورة ان يبقى لبنان تحت سطوة العمليات الإسرائيلية ما لم يقم بما عليه. وتعمدت إسرائيل الإعلان عن عملية برية محدودة في جنوب لبنان وقال الجيش الإسرائيلي ان قوات الفرقة 91تواصل مهمتها على طول الحدود اللبنانية بهدف حماية الإسرائيليين والقضاء على أي تهديد وتعمل على تفكيك البنية التحتية لحزب الله في جنوب لبنان بتوجيه من فوج الإطفاء التابع للفرقة. وانه بناء على معلومات استخباراتية وتحديد اسلحة وبنى تحتية لحزب الله في مناطق عدة بجنوب لبنان شن الجنود عمليات خاصة ومحددة لتفكيكها ومنع الحزب من إعادة تمركزه في المنطقة. ولفت الى انه في احدى العمليات في منطقة جبل البلاط عثرت قوات من اللواء 300 على مجمع يحتوي على مستودعات أسلحة ومواقع اطلاق نار تابعة لحزب الله وقام جنود الاحتياط بتفكيك البنية التحتية. وفي عملية أخرى عثر جنود من اللواء التاسع على أسلحة مخبأة في منطقة اللبونة بما في ذلك من قاذفة صواريخ متعددة الفوهات ومدفع رشاش ثقيل وعشرات العبوات الناسفة لافتا الى ان القوات صادرت وفككت المعدات والأسلحة الموجودة. كما عثر على مبنى تحت الأرض يستخدم لتخزين الأسلحة معلنا انه سيواصل عملياته للقضاء على التهديدات المواجهة ضد إسرائيل ومنع محاولات حزب الله لترسيخ وجوده وفقا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان.

العميد ركن المتقاعد بسام ياسين اذ يأسف عبر”المركزية” لعجز الدولة الفاضح في مواجهة استباحات إسرائيل اليومية للسيادة اللبنانية يرى ان انكسار “شوكة” اللبنانيين والامة جمعاء هو ما يحفز العدو على التوسع اكثر فاكثر في استهدافه للمناطق اللبنانية التي طالت أخيرا الشمال واليوم البقاع.

أضاف: “في رأيي لا حل مع تل ابيب وحكومتها المتطرفة الا على “السخن”، لا سيما وان القرار 1701 لم يشر الى انهاء الحرب مع إسرائيل وايجاد حل مستدام للعداء القائم معها بالاعتراف بحل الدولتين وتمكين الفلسطينيين من العيش بسلام .ما تم كناية عن وقف النار الذي ممكن خرقه في أي لحظة كما تفعل إسرائيل. بالتالي الاتفاق الذي أوقف الحرب غير نهائي يحتاج الى صيغة جديدة لا يمكن الوصول اليها الا على الساخن”.

وتابع واصفًا الحرب الإسرائيلية – الإيرانية بكذبة كرست استراتيجة الأقوى وهي اميركا بالطبع. لم ترس توازنا في الاقليم يقوم على مبادئ واسس معينة. من هنا تجددها ممكن في أي يوم وهو ما يتطلع اليه بنيامين نتنياهو على ما تسرب من لقاءاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. المطلوب تفاهم إيراني – تركي يقميم توازنا إقليميا مع إسرائيل لا يقتصر على الجانب العسكري فقط انما يشمل السياسة والدبلوماسية والاقتصاد. في المقابل يفترض ان تشكل روسيا والصين التوازن الدولي المطلوب مع اميركا والا ستبقى السيطرة للأقوى.