اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كان الحكم رمضان صبرة ينتظر بفارغ الصبر أن يرتقي في مجال تحكيم كرة القدم، ويحمل الشارة الدولية يومًا ما، ليمثل فلسطين في المحافل العربية والدولية. لكن صاروخًا أطلقته طائرة استطلاع إسرائيلية بدّد أحلامه، بعدما أصيب بشظية تسببت في بتر قدمه.
صبرة، البالغ من العمر 27 عامًا، اختار مهنة التحكيم لشغفه بكرة القدم وحبه للحركة، إذ كان يركض في الملعب صائدًا للمخالفات، لكنه اليوم أصبح بحاجة لمن يعاونه على الحركة.
كان يوم 25 مايو من العام الجاري الأصعب في حياة الكابتن صبرة، حين استُهدف مع مجموعة من أصدقائه في منطقة تل الهوى بصاروخ من طائرة بدون طيار، ما أدى إلى إصابته في قدمه اليسرى. نُقل إلى مستشفى الشفاء، ومكث فيه أربعة أيام خضع خلالها لعملية تركيب بلاتين في قدمه.
وبعد أقل من شهرين، أصيبت قدمه بالغرغرينا، فقرر الأطباء بترها، لتتحول حياته منذ تلك اللحظة إلى صراع مع الألم والتحدي، وتتبدل أحلامه ومسار حياته بالكامل.
صبرة شاب أعزب، كان مليئًا بالطموح والحيوية. لعب كرة القدم منذ صغره، ثم قرر ترك اللعب والتوجه إلى التحكيم بعد أن اجتاز بامتياز دورةً متقدمة نظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
يقول صبرة بصوتٍ يغلب عليه الحزن لصحيفة 'فلسطين': 'لم أتوقع يومًا أن أكون عاجزًا عن الحركة، أحتاج لمن يساعدني في التنقل من مكانٍ لآخر. كنت أتطلع لتحقيق طموحات كبيرة، لكن الإصابة ألغت كل شيء.'
أدار الحكم صبرة عدة مباريات في دوري الدرجتين الثانية والثالثة، إضافة إلى بطولات الناشئين والشباب، منذ التحاقه بقضاة الملاعب عام 2018.
ويضيف: 'عانيت كثيرًا خلال فترة إصابتي، فقلة المتابعة الطبية وضغط العمل الكبير على الأطباء حرماني من فرصتي الكاملة في العلاج، وهو السبب الرئيسي لبتر قدمي.'
أبلغه الأطباء بأنه بحاجة إلى السفر لاستكمال علاجه في الخارج وتركيب طرفٍ صناعي، وينتظر اليوم فتح معبر رفح البري ليتمكن من مغادرة قطاع غزة في أقرب وقت ممكن.
وطالب صبرة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والاتحاد الدولي 'فيفا' بمساندة الرياضيين الجرحى، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتسهيل سفرهم للعلاج، والتكفل بعلاجهم في مستشفيات متقدمة، خاصة أنهم يحملون بطاقاتٍ رسمية صادرة عن الاتحاد.
ولم تكن حالة الجريح رمضان صبرة الوحيدة، فالمستشفيات في قطاع غزة مليئة بالحالات التي تحتاج إلى رعاية صحية أفضل. فلو توفرت الإمكانات اللازمة، ربما كان بالإمكان إنقاذ قدمه قبل بترها. لكن نقص الخدمات الطبية حرم شابًا في مقتبل العمر من حقه في العلاج، وبدد مستقبله كما بدد أحلام كثيرين من أبناء غزة.

























































