الرياض - نايف الحربي

أكد خبير الاتصال المؤسسي الدكتور رياض بن ناصر الفريجي في حديث لـ«الرياض» أهمية الدور المحوري الذي يؤديه المدير داخل أي مؤسسة، مشيرًا إلى أن الاحتفاء بـ«يوم المدير العالمي» يأتي تقديرًا لموقعه بوصفه العمود الفقري للعمل المؤسسي، والمسؤول عن قيادة الفريق، وتحديد الأهداف، وتوجيه الجهود نحو تحقيقها، إلى جانب تطوير الكوادر وتأهيلها وتوفير بيئة عمل محفزة.

وأوضح الفريجي أن المدير الناجح هو الذي يتقن فنون التواصل الفعّال وحل المشكلات واتخاذ القرارات السليمة، مؤكدًا أن غياب التواصل داخل بيئة العمل يؤدي إلى ارتباك في الأداء وخلق أجواء سلبية وضبابية. وأضاف أن التواصل ليس مجرد تبادل للمعلومات، بل هو أداة لبناء الثقة وتحفيز روح التعاون والانتماء بين أعضاء الفريق.

وبيّن أن من أبرز صفات المدير الناجح قدرته على التكيف مع المتغيرات في السوق أو في بيئة العمل الداخلية، مؤكدًا أن المدير القادر على استيعاب التغيرات ونقل روح المرونة إلى فريقه هو من يضمن استمرارية التميز المؤسسي. كما شدد على أن المدير الفاعل هو من يجمع بين الحزم والمرونة، ويوازن بين القيادة بالقدوة والتحفيز بالمشاركة.

وتحدث الفريجي عن السمات القيادية والسلوكية التي يجب أن يتحلى بها المدير، موضحًا أن النجاح الإداري يبدأ بالحفاظ على المهارات الأساسية التي أهلته للقيادة، مثل حسن الاستماع والتحفيز والتواصل البنّاء، إلى جانب القدرة على ترتيب الأولويات، والمشاركة الفاعلة مع الموظفين، وبناء ثقافة التعاون والعمل الجماعي. كما أشار إلى أهمية التحلي بالقدوة الحسنة، وإتقان مهارة التفويض، والاستعانة بمرشد ذي خبرة لمواجهة الصعوبات بثقة، إضافة إلى الثبات في القرارات وتجنب التردد الذي يضعف ثقة الفريق.

وأكد أن المدير الناجح يحرص على احترام العلاقات الإنسانية داخل بيئة العمل، ويضع ضوابط واضحة للتعامل، ويُظهر اهتمامًا حقيقيًا باحتياجات الموظفين النفسية والمهنية، ويستمع لملاحظاتهم لتحسين بيئة العمل باستمرار، معتبراً أن استخدام لغة “نحن” بدلاً من “أنا” هو أحد أهم مؤشرات القيادة الواعية التي تكرس روح الفريق الواحد.

واختتم الفريجي حديثه بالتأكيد على أن المدير الناجح لا يصنع بيئة قائمة على الأوامر، بل على الثقة المتبادلة والتعاون البنّاء، مشيرًا إلى أن يوم المدير العالمي يمثل تكريمًا رمزيًا لشخصية قيادية تصنع الإنجاز وتبني النجاح بصمت وإخلاص.