حلب اليوم – الحسكة

يواجه سكان العديد من أحياء مدينة القامشلي انقطاعًا مستمرًا للمياه، يمتد لعدة أيام متواصلة، خاصة مع بداية فصل الصيف كل عام، بينما تعاني أحياء أخرى من انقطاع المياه لفترات أقصر تتراوح بين يوم أو يومين، نتيجة لذلك، يضطر السكان لشراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة تفوق قدرتهم المالية ولا تتناسب مع مداخيلهم، بالإضافة إلى عدم معرفتهم بمصادر تلك المياه ومدى صلاحيتها للشرب أو نسبة تلوثها.

قالت سارة العلي، إحدى سكان مدينة القامشلي وتقطن في حي الموظفين، لقناة حلب اليوم إن المياه كانت تُقطع بشكل متقطع في الحي، حيث كانت تأتي يومًا وتنقطع في اليوم التالي. ولكن الآن، لم تصل المياه منذ أكثر من أسبوع، مما يضطرهم لشراء صهريج الماء بسعر 35 ألف ليرة سورية أو أكثر في بعض الأحيان، حتى أن مياه الصهاريج ليست نظيفة دائمًا.

تحدثت زهرة محمد، البالغة من العمر 45 عامًا وتقطن في الحي الغربي بمدينة القامشلي، لقناة حلب اليوم عن معاناتها من انقطاع المياه المتكرر وارتفاع سعرها. وقالت: 'لا نعلم مصدر هذه المياه ومدى صلاحيتها للشرب أو إذا كانت نظيفة أو ملوثة، وغالبًا ما تكون غير معقمة، لذلك لا أستعملها للشرب في منزلي وأضطر لشراء المياه المعلبة أو الصحية بشكل يومي خوفًا على صحة أطفالي من الإصابة بأي عدوى أو مرض'.

وأضافت محمد: 'أقوم بشراء ماء الصهاريج فقط للاستخدامات المنزلية مثل غسل الأطباق وأدوات المطبخ، غسل الملابس، تنظيف المنزل، وسقي المزروعات المنزلية'.

وأكدت أن المياه المعلبة باهظة الثمن، حيث لا يقل سعر العبوة الواحدة، التي تبلغ سعتها لتر ونصف، عن ثلاثة آلاف ليرة سورية، وهناك أنواع أغلى حسب الشركة المصنعة أو مصدر تلك المياه سواء كانت محلية أو مستوردة.

وتستمد مدينة القامشلي مياهها من أربعة مصادر رئيسية وفقاً لمراسلتنا: محطة الهلالية القريبة من قرية نافكور إلى الغرب من المدينة، ومحطة عويجة بالقرب من المنطقة الصناعية، ومحطة جقجق الواقعة على الحزام الشمالي للمدينة.

بالإضافة إلى ذلك، تصل المياه من محطة سد سفان بمدينة المالكية، التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شرق القامشلي، حيث تُضخ المياه من هناك إلى محطة عويجة، ومن ثم يتم توزيعها على الأحياء، بحسب مراسلتنا.

الجدير ذكره أن مدينة الحسكة تحتاج بحسب مديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية -الذراع المدني لقوات سوريا الديمقراطية 'قسد'- إلى أكثر من 130 ألف متر مكعب من المياه يومياً لسد حاجة المدينة.