أشار النائب السابق علي درويش، في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية، إلى أنّ الوضع في لبنان مستمر في المرواحة القاتلة، لكنّ البارز هو حضور قائد الجيش جلسة مجلس الوزراء اليوم في القصر الجمهوري لتقديم عرضٍ مفصّل لما تمّ إنجازه في منطقة جنوب الليطاني، علماً أنّه لم يتمّ تجهيز الجيش بالشكل الكافي، ورغم ذلك يقوم الجيش ببذل أقصى طاقة ممكنة في هذه المرحلة لتقديم جردة حساب حول ما وصلت إليه الأمور في عملية تطبيق القرار 1701. وقال إنّه من الواضح أنّ ما قام به الجيش شيء مهم، لكن ذلك يستوجب العمل أكثر.

وعن رأيه بمسار الأمور في الوقت الراهن، في ظلّ الحديث عن التوصّل إلى وقف إطلاق النار في غزّة، أبدى درويش ارتياحه للتوصّل إلى حلٍ في غزّة لأنّ حماس على ما يبدو لم يعد لديها قدرة على المواجهة. إنّما برأيه سيكون لهذا الاتّفاق تداعيات بما يسمى تغيير المنطقة. فالعدو الإسرائيلي أصبح قادراً على الضغط أكثر خصوصاً بوجود حليفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على رأس الإدارة الاميركية. لكن الوجه الجيد لهذا الاتّفاق أنّه يوقف الحرب، خصوصاً ضد المدنيين. لكنّ تأثير هذا القرار بالعمق لن يؤدي إلى حل الدولتين، كما يُفترض فهذا الأمر مناط بالاتفاقات الدولية، فإسرائيل أعلنت أنّها ضد مشروع الدولتين، مبدياً خشيته أن يكون لوقف الحرب تداعيات سلبية على لبنان.

كما رأى درويش أنّه ليس من مصلحة أحد التصعيد، لأنّ مصلحة لبنان هي الوحدة الوطنية حتى جلاء العاصفة في المنطقة، فالهامش اللبناني أصبح ضيّقاً، ولم يعد لبنان في سلّم أولويات المنطقة بعد أن تقدّم الملف السوري. فمن غير المفضّل لدى أي فريق رفع منسوب الخطاب السياسي، واصفاً زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، إلى بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون بالجيّدة، وهو ما يضع الأمور بخانة التهدئة وقبول حزب الله اتّفاق حصرية السلاح بيد الدولة. لكن يبقى الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس المدخل لأيّ حل، لانّ وجود الاحتلال أدّى إلى رفع منسوب التوتّر في البلد.

من جهةٍ ثانية، لفت درويش إلى موضوع الكباش بشأن الانتخابات النيابية وتأجيل الاستحقاق، برأيه سيكون وقعه ثقيلاً على الحياة السياسية، واعتبر أنّ الأمر يحتاج إلى توافق ما، أكان في موضوع انتخاب المغتربين على أساس المقاعد الـ 6 أو الاقتراع للنواب الـ 128، أو من خلال اعتماد الميغاسنتر، مكرّراً القول إنّ تأجيل الانتخابات سيكون له وقعاً سيّئاً على الواقع اللبناني.