أثارت وفاة الطفلة العُمانية ميرال البلوشي، مشاعر الحزن والأسى بعد صراع طويل مع مرض نادر أصاب رئتيها، حرمها من عيش حياة طبيعية في سنواتها الأخيرة.

وعبرت صفحات التواصل الاجتماعي عن ألمها العميق لفقد الطفلة، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، مؤكدين أنها كانت رمزًا للصبر والإصرار على الحياة رغم التحديات الصحية القاسية التي واجهتها منذ سن صغيرة.

كما أشاد المتابعون بقدرتها على مواجهة المرض بابتسامة دائمة، ورغم المعاناة الجسدية والنفسية، فقد تركت ميرال درسًا قيمًا في الصبر والإيمان بالقضاء والقدر.

وأكدت مصادر طبية أن سبب وفاة الطفلة ميرال يعود إلى مضاعفات خطيرة نتيجة مرض 'اعتلال الأنسجة الرئوية الموصلة الولادي'، وهو مرض نادر يتسبب في التليف التدريجي للحويصلات الهوائية للرئة، ما يعوق قدرتها على أداء وظائفها الحيوية ويعرض حياة الطفل لخطر دائم.

وظهرت أعراض المرض على الطفلة منذ أن كانت في التاسعة من عمرها، حيث بدأت تعاني من صعوبات حادة في التنفس، ما جعل حالتها الصحية محط متابعة طبية واهتمام واسع من قبل عائلتها والمحيطين بها.

وخلال سنواتها الأخيرة، اعتمدت ميرال بشكل يومي على جهاز الأوكسجين، وسط جهود متواصلة من الأسرة لتأمين العلاج المناسب داخل السلطنة وخارجها.

ورغم محاولات الأسرة الكبيرة، التي شملت البحث عن فرص لإجراء عملية زراعة رئة مكلفة تجاوزت 180 ألف ريال عُماني، ظل الأمل محدودًا في شفاء الطفلة، وسط تأكيد الأطباء على صعوبة التعامل مع مرض نادر بهذا التعقيد في ظل الإمكانات الطبية المتاحة.

ولم يقتصر الاهتمام بحالة الطفلة على أسرتها ومحيطها المباشر، بل تجاوز ذلك إلى نطاق شعبي وجماهيري واسع، حيث عبر ناشطون عن دعمهم ومواساتهم لها عبر منصات التواصل الاجتماعي، كما شهدت حالة الطفلة زيارة رسمية من قبل وزير الصحة العُماني الدكتور هلال السبتي، الذي حرص على الاطمئنان على وضعها الصحي وتقديم الدعم اللازم لعائلتها.

وعبرت الأسرة عن امتنانها الكبير لكل من ساند الطفلة ميرال وأعرب عن تعاطفه، مؤكدين أن رحيلها يترك فراغًا عاطفيًا كبيرًا في قلوب من عرفوها ومن تابع قصتها عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.