فور مشاهدة قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مكتبة «سمير منصور» الشهيرة في غزة، دشّنت المديرة المؤسّسة لبرنامج سليم الحص للأخلاقيات الأحيائية والاحتراف في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت، الدكتورة تاليا عراوي، مبادرة فردية لإعادة إعمار المكتبة المنكوبة التي سوّاها القصف بالأرض، لتتهافت بعدها المساعدات الداعمة، من كتب وأموال، من لبنان والولايات المتحدة وإنكلترا وكندا.

في اتصال مع «الأخبار»، تقول عراوي إنها نجحت في التواصل مع الأستاذ سمير منصور، مالك المكتبة، للاستفسار منه عن نوع الكتب التي بحاجة إليها، فكانت بشكل خاص كتباً باللغتين العربية والإنكليزية، أدب وفنون وعلوم... للأعمار كافة.

بعدها، أطلقت عراوي حملة من على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي تحت اسم «حنظلة وحنظلاية». نجحت الحملة في جمع مئات الكتب، من لبنان والخارج، حتى إن إحدى المكتبات اللبنانية تبرّعت بنحو مئتي كتاب. كما أرسل العديد من المتبرّعين أموالاً من أجل إعادة إعمار المكتبة.

تشير الاختصاصية في الأخلاقيات الطبية والإكلينيكية إلى أن أفراداً ومجموعات أخرى من مصر وعمان تواصلوا معها لتوحيد الجهود وتكثيف حجم المساعدات التي سترسل إلى غزة. كما أن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سليم الحص، كانت له مساهمة أيضاً في التبرّع بالكتب.

عادت عراوي وتواصلت مع منصور واقترحت عليه تخصيص 10 في المئة من أرباح المبيعات لدعم الثقافة، والتشجيع على الندوات ودعم المشاريع الثقافية بلا مقابل. وهو بدوره كشف أنه بدأ بالفعل، بالتوازي مع إعادة إعمار المكتبة، بإنشاء «دار الثقافة»؛ مكان سيقدّم الكتب مجاناً، ويسمح بإقامة الندوات والمشاريع الثقافية بلا أي مقابل.

أخيراً، ولدى سؤالها عن سرّ اسم «حنظلاية»، تقول عراوي إنها منذ سنة أو أكثر سمحت لنفسها بأن ترسم أختاً لحنظلة، أشهر شخصيات الرسام ناجي العلي. «حنظلاية» طفلة عربية من خضمّ الموجة النسوية التي يحتفي بها كثيرون. «لكني أردتها فتاة من غير سبب»، تضيف: «هي أيضاً تدير ظهرها ولا تستدير نحونا. ربما لكي نحذو حذوها وننظر إلى الأمور بشفافية وموضوعية وصدق، لا أعلم. هي أيضاً ترتدي ثياباً أكل منها الدهر وشبع. هي أيضاً تبقى طفلة ولا تتغيّر: قلبها نظيف مثل قلب الأطفال. تحلم كالأطفال وتتفاءل كالأطفال».

* تنتهي الحملة في 20 حزيران الحالي