نقلت قان 'كان' العبرية عن مصدر وصفته بالمقرب من الحكومة السورية قوله أن زيارة الوفد العسكري الروسي إلى جنوب 'سوريا' كان جزءاً من مقترح روسي لإعادة 'الشرطة العسكرية' إلى مناطق الجنوب السوري.

وأضاف المصدر أن المقترح يقضي بأن تكون القوات الروسية بمثابة حاجز بين الجيش السوري وقوات الاحتلال، في حين رأى مصدر آخر بحسب القناة أن إدراج الوجود الروسي جنوب سوريا في اتفاقية أمنية بين سوريا والاحتلال أمر غير مستبعد.

ويوم أمس، نقلت القناة ذاتها عن مصادر إسرائيلية أن المفاوضات بشأن توقيع اتفاق أمني بين سوريا وكيان الاحتلال وصلت إلى طريق مسدود، حيث رفض الكيان طلب الرئيس السوري 'أحمد الشرع' انسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المواقع التي احتلتها بعد سقوط نظام 'الأسد'، وأشارت المصادر إلى أن الكيان عرض الانسحاب من بعض هذه النقاط فقط في حال توقيع اتفاق 'سلام كامل' مع 'دمشق' وليس اتفاقاً أمنياً فحسب، الأمر الذي لا يبدو متاحاً على المدى المنظور.

الخارجية السورية تدين التوغل الإسرائيلي بريف دمشق .. وتدعو مجلس الأمن لردع الاحتلال

وبينما تتواصل اختراقات قوات الاحتلال وتحركاتها العسكرية في الجنوب السوري، فإن الكيان يطالب بمنطقة منزوعة السلاح في المنطقة الجنوبية تشمل 'القنيطرة، درعا، السويداء'، فيما يتمثل المطلب الأساسي للحكومة السورية بانسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط التي احتلتها بعد سقوط النظام، والعودة إلى اتفاق فصل القوات عام 1974 أو التوصل إلى اتفاق يشبهه.

وفي مقابلته مع صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية قال الرئيس السوري الانتقالي 'أحمد الشرع' الأسبوع الماضي، إن قوات الاحتلال انسحبت من اتفاق فصل القوات بعد سقوط نظام الأسد واحتلت أراضٍ جديدة وطردت بعثة الأمم المتحدة، ونفّذت منذ 8 كانون الأول الماضي أكثر من ألف غارة جوية شملت القصر الرئاسي ووزارة الدفاع، لكن 'دمشق' لم ترد على الاعتداءات لأنها تريد إعادة إعمار سوريا وفق حديثه.

واعتبر 'الشرع' أن التوغل الإسرائيلي كان نابعاً من الطموحات التوسعية لكيان الاحتلال وليس من مخاوفه الأمنية، مؤكداً انخراط الحكومة السورية في مفاوضات غير مباشرة مع الكيان وقطع شوط طويل نحو التوصل إلى اتفاق، مجدداً اشتراط انسحاب قوات الاحتلال من النقاط التي احتلتها بعد 8 كانون الأول للتوصل إلى اتفاق نهائي.

توغل إسرائيلي جنوب سوريا .. دوريات الاحتلال تفتّش المدنيين بريف القنيطرة

وأكّد 'الشرع' أن 'الولايات المتحدة' تقف مع 'سوريا' في المفاوضات وأن العديد من الأطراف الدولية تدعم وجهة النظر السورية، بما فيهم الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' الذي سيدفع بأسرع ما يمكن للتوصل إلى حل للمسألة على حد تعبير الرئيس السوري.

ورداً على سؤاله حول إمكانية القبول بمنطقة منزوعة السلاح، رأى 'الشرع' أنه من الصعب الحديث عن منطقة كاملة منزوعة السلاح، متسائلاً من سيحمي المنطقة في حال حدوث فوضى؟ ومن سيكون مسؤولاً عنها في حال استخدامها كمنصة من بعض الأطراف لمهاجمة إسرائيل؟.

يذكر أنه لم يصدر أي تعليق رسمي سوري ينفي أو يؤكد صحة ما أوردته القناة العبرية حول وجود مشاركة روسية للدفع نحو اتفاق أمني مع الكيان في الجنوب السوري.