بيت لحم 2000 -كشفت دراسة نشرت مؤخرا فى مجلة البيولوجيا الجوفية عن اكتشاف مدهش داخلكهفالكبريت فى جنوب أوروبا، حيث عثر على مستعمرة ضخمة من العناكب تشكل ما يعد أكبر شبكة عنكبوت فى العالم، تمتد هذه الشبكة الهائلة على مساحة 106 أمتار مربعة على طول جدار ممر ضيق بالقرب من مدخل الكهف، وتتكون من آلاف الأنسجة القمعية المتشابكة التى تشكل ما يشبه 'مدينة عناكب'تحت الأرض.

تناغم غير متوقع بين نوعين من العناكب

يعيش داخل الشبكة نوعان من العناكب، هما تيجيناريا دوميستيكا المعروفة باسم عنكبوت الغزلان القمعى أو عنكبوت المنازل المنزلى، وبرينيريجونى فاجانز، وقد توقع العلماء فى البداية أن يتغذى أحد النوعين على الآخر، لكن المفاجأة كانت أنهما يعيشان فى تناغم بيئى نادر داخل الكهف المظلم، ويرجح الباحثون أن غياب الضوء قد أثر على سلوك العناكب، فضعفت قدرتها على الرؤية والافتراس، بحسب oddity central.

نظام بيئى فريد قائم على الكبريت

يتغذى كلا النوعين من العناكب على البعوض غير العاض، الذى يعتمد بدوره على الأغشية الحيوية الميكروبية البيضاء المكونة من بكتيريا مؤكسدة للكبريت، وأظهر تحليل محتويات أمعاء العناكب أن النظام الغذائى الغنى بالكبريت جعل الميكروبيوم الداخلى لديها أقل تنوعا من نظيراتها التى تعيش خارج الكهف، هذا الاكتشاف يكشف عنتوازن بيئىمعقد داخل نظام مغلق، تحكمه علاقات غذائية دقيقة تبدأ من البكتيريا وتنتهى بالعناكب.

إعجاب العلماء وكابوس لكرهى العناكب

قال استفان أوراك، الأستاذ المشارك فى علم الأحياء بجامعة سابينتيا فى ترانسلفانيا، فى حديثه لموقع لايف ساينس: 'لا يزال العالم الطبيعى يحمل لنا مفاجآت لا تحصى، لو حاولت التعبير عن مشاعرى عند رؤية هذه الشبكة، لعبرت عن الإعجاب والاحترام والامتنان. عليك أن تراها بنفسك لتفهم الشعور'، ويعد هذا الاكتشاف ثروة علمية لعلماء الأحياء والكهوف، بينما يمكن وصفه بأنه كابوس حقيقى لكرهى العناكب، فالشبكة العملاقة، الممتدة داخل متاهة تحت الأرض مكونة من غرف ضخمة وأنفاق متعرجة، قد تصبح مصدر إلهام لفيلم رعب عنكبوتى فى المستقبل.