خاص - راية

سلط برنامج 'قضايا في المواطنة' الذي يبث عبر 'رايــة' الضوء على تداعيات عدوان الاحتلال على البنى الاجتماعية والسلم الأهلي في المخيمات الفلسطينية.

الأكاديمي والباحث في مجال التنمية الاجتماعية د. نضال أبو ناعسة، تحدث عن عدوان الاحتلال المتواصل على مخيمات الضفة، وأثره على تماسك البنية الاجتماعية.

وفسر أبو ناعسة المقصود بعدد من المفاهيم، من ضمنها النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي، موضحا أن الاحتلال يعمل على تدمير هذا النسيج الاجتماعي وعناصره.

وقال إن الاجتياجات تؤثر على المجتمع بشكل مباشر، موضحا أن المؤسسات الاجتماعية مثل المدارس والمساجد والمنظمات الحكومية تتأثر بالاجتياحات عبر تدمير البنية التحتية، ما يجعلها عاجزة عن القيام بدورها.

وأضاف أن هذا يشير إلى تفكك وتدمير في النسيج الاجتماعي، ما يؤثر بشكل مبدئي على السلم الأهلي في المجتمع.

ولفت د. أبو ناعسة إلى أن المسألة ليست هل ينجح الاحتلال أم يفشل، إنما مدى التأثير والتماسك المجتمعي وهل يوجد معالجة لهذه الآثار.

ووفق أبو ناعسة، الاحتلال لن ينجح في مسعاه،إذا كان لدى الفلسطيني استراتيجية بمفاهيمها وأهدافها التي يجب أن تعالج هذه الآثار بشكل دوري مخطط مستدام، يهدف لتعزيز النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي.

واستطرد قائلا: 'أما إذا لم يكن لدينا خطة واستراتيجية، فإن التأثير على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي سوف يكون سلبيا جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على المخيمات الفلسطينية خصوصا'.

وتطرق د. أبو ناعسة إلى كيفية تأثير اعتداءات الاحتلال المتكررة على التعليم ونظرة الأجيال الجديدة إلى المستقبل، موجها الشكر إلى المعلمين الذين يواصلون العمل في كل الظروف الصعبة.

وبحسب أبو ناعسة، أن التعليم يقوم بدور مهم في حماية هذه الأجيال من تأثيرات الاجتياحات والعنف والانفصال عن المجتمع والجماعة والضغوط النفسية والاجتماعية التي يعاني منها الأطفال والطلاب إلى سن الـ18 عام.

وقال إن الاجتياحات تؤثر تأثير مباشر وملحوظ على العملية التعليمية بكل مركباتها وعناصرها، لذا يجب إعادة دور المؤسسة المجتمعية والتنظيمات التي تهتم بالفرد والجماعة لتأدية واجبهم والحصول على حقوقهم بشكل مخطط للوصول إلى بر الأمان.

بدورها، عضو الهيئة الإدارية للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في جنينإيمان نزال، تحدثت عن أثر العدوان الإسرائيلي على المجتمع في مخيمات الضفة.

وقالت نزال: 'الأثر يضل بقوة وتعاون المجتمع الفلسطيني مع بعضه البعض، ما يمثل صمام أمان للمجتمع لمواجهة التحديات كافة'.

وأشارت إلى أن هناك ضمان اجتماعي في المجتمع الفلسطيني، بتهافتهم للوقوف مع بعضهم البعض وقت النزوح في الاجتياحات.

وذكرت أنالروابط الاجتماعية حامية للمجتمع في ظل الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة جراء العدوان المتواصل من قبل الاحتلال.

ولفتت إلى أن هناك ظواهر جيدة في مجتمعنا الفلسطيني خلال الاجتياحات منها تضامن الناس مع بعضهم البعض وتوزيع المساعدات واستقبال النازحين والدعم والإسناد.

وبحسب نزال، كل الأنشطة التي تكمل دور المؤسسات تقوي روابط المجتمع الفلسطيني خصوصا في مخيمات الضفة، ما يعزز قدرة المواطنين على الصمود في وجه العدوان المتكرر.

وشددت على ضرورة تفعيل دور لجان الطوارئ في المخيمات بشكل أكبر، موجهة الشكر إلى كل من يقدم للمجتمع في سبيل تعزيز صموده في الواقع الصعب الذي نعيشه حاليًا.

وأفادت بأن التعاون والظواهر الاجتماعية الإيجابية، تترك أثرا إيجابيا في تعزيز الروابط بين أفراد مجتمعنا، مؤكدا أهمية تعزيز هذا الأمر، في ظل تواصل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي.

وبرنامج 'قضايا في المواطنة' هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة ' REFORM ' ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيمالمواطنة.

وفيما يلي الحلقة كاملة: