أفادت مصادر طبية بمستشفيات غزة ، باستشهاد 37 فلسطينيًا اليوم الأربعاء، بينهم 20 من المجوّعين الذين قضوا اختناقًا أمام مركز توزيع المساعدات المعروف باسم 'مؤسسة غزة الإنسانية' شمال رفح جنوبي قطاع غزة .

وذكرت المصادر ، أنّ أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين تكدّسوا أمام مركز المساعدات بانتظار بدء توزيع المساعدات، ما أدى إلى استشهاد 20 منهم اختناقًا بينما لا يزال هناك عدد من المفقودين.

و أضافت أن جنودا أمريكيون، قاموا بإغلاق البوابة الرئيسية وإطلاق غاز الفلفل، ما تسبب بمئات حالات الاختناق نتيجة الغاز والتزاحم الشديد، وهو مانجم عنه عدد كبير من الشهداء و الاصابات .

وأشارت إلى أنّ الطواقم الطبية لم تتمكّن من انتشال جميع الشهداء والجرحى، بينما لم يستطع المجوّعون مغادرة المكان نتيجة إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم.

إلى ذلك، استشهد 9 فلسطينيين في غارة لجيش الاحتلال على خيام النازحين في مواصي خان يونس جنوبي القطاع، بينما أُصيب عدد من النازحين بينهم أطفال، جراء قصف خيامهم في شارع العطار بمنطقة المواصي.

كما استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون جراء قصف شنّته طائرات الاحتلال الإسرائيلي على برج الصفا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

مراكز توزيع الموت

بدوره، أكد مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة مروان الهمص ، أنّ مراكز توزيع المساعدات تحوّلت إلى مراكز توزيع الموت، حيث يتعمّد جيش الاحتلال حشر طالبي المساعدات ما يؤدي إلى استشهادهم اختناقًا، أو عبر إطلاق النار عليهم.

وأوضح في تصريح صحفي، أنّ المستشفيات لا تملك أدوية لإنقاذ حياة ضحايا الاختناق الشديد، وهم في أغلبهم أطفال ونساء.

من جانيه، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة أمجد الشوّا ، إنّ الاحتلال يستغلّ آلية المساعدات لقتل سكان غزة، مضيفا : أن المساعدات تُستخدم سلاحًا ضد المجوّعين، حيث تتعمّد 'مؤسسة غزة الإنسانية' خلق الازدحام والتدافع بين الحشود بينما لا تُوجد نقطة طبية واحدة لإسعاف الجرحى في منطقة المساعدات.

كما أوضح أنّ منطقة المساعدات تضمّ ممرّات محاطة بأسلاك شائكة لـ'إذلال' سكان القطاع.

وطالب الشوّا بلجنة تحقيق دولية بشأن الجرائم ضد المجوعين، وبوقف فوري لمؤسسة غزة الإنسانية والعودة إلى الآليات السابقة.

وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدأت قوات الاحتلال وواشنطن منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما تُعرف بـ'مؤسسة غزة الإنسانية'، حيث تجبر الفلسطينيين المجوعين على المفاضلة بين الموت جوعًا أو برصاص الجيش الإسرائيلي.

وكشف جنود إسرائيليون أنهم يطلقون النار عمدًا ووفقًا لتعليمات قادتهم على الفلسطينيين العزل منتظري المساعدات الإنسانية قرب مواقع التوزيع، ما يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى، وفق تقرير نشرته صحيفة 'هآرتس' العبرية الأسبوع الماضي.