في حين يبدو أنّ السلطات الإيرانية تتعامل مع انفجار ميناء رجائي على أنّه حادث، إلّا أنّه يأتي أيضًا على خلفية حرب خفية مستمرّة منذ سنوات مع إسرائيل بالإضافة إلى كون إيران معروفة بتصنيعها للصواريخ مما يطرح فرضيّات عدة حول أسباب الانفجار. فهل هو 'انفجار' أو 'تفجير'؟

وجديد الحادثة، فإنّ عناصر الإطفاء يواصلون العمل على إخماد الحريق المستعر في ميناء الشهيد رجائي، أكبر الموانئ الإيرانية التجارية، بعد يوميْن من الانفجار الهائل.

وعرض التلفزيون الإيراني صور رجال الإطفاء المُنهمكين وهم يعكفون على إخماد النيران وقال إنّه سيتم تقييم الأضرار بعد السيطرة تمامًا على الحريق، فيما تصاعدت أعمدة كثيفة من الدخان فوق الحاويات المكدّسة في الموقع.

وأرسلت روسيا خبراء للمساعدة على إخماد الحرائق.

في هذا السّياق، ارتفعت حصيلة ضحايا الانفجار الذي وقع بميناء بندر عباس في محافظة 'هرمزكان' جنوبي إيران إلى 65 قتيلًا و1139 جريحًا.

وأعلنت السلطات اليوم الاثنين يوم حداد وطني، بينما بدأت الأحد ثلاثة أيام من الحداد في محافظة هرمزكان، حيث يقع الميناء.

تضارب حول أسباب الانفجار

لم يتّضح على الفور سبب الانفجار، لكنّ مكتب الجمارك في الميناء قال إنّه على الأرجح ناتج عن حريقٍ اندلع في مستودعٍ لتخزين المواد الخطرة والكيميائية.

فيما نقلت صحيفة 'نيويورك تايمز' عن مصدر على صلة بالحرس الثوري الإيراني، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله إنّ ما انفجر هو بيركلورات الصوديوم، وهو مكوّن رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ.

إلّا أنّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية العميد رضا طلائي، نفى وجود أي مواد تدخل في الصناعات الحربية، وقال إنّه لم تكن هناك أي شحنة مستوردة أو مصدرة للوقود أو للاستخدام العسكري في منطقة الحادث.

وأضاف أن إدارة الأزمات في وزارة الداخلية تدرس أسباب الانفجار، مشيرًا إلى أنّه سيتم الإعلان عن نتائج التحقيقات في الوقت المناسب.

على صعيد متصل، ترأس الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اجتماعًا لخلية الأزمة بمشاركة وزيريْ الداخلية والطرق، بعد أن قام بجولة تفقدية للمنطقة المنكوبة.

كما تفقد المستشفيات التي استقبلت الجرحى في مدينة بندر عباس الجنوبية القريبة.

من جانبه، أمر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي بإجراء تحقيق لتحديد ما إذا كان هناك أي 'إهمال مقصود' وراء الكارثة.