شهدت سماء المملكة الظاهرة الفلكية الثالثة والأخيرة للقمر العملاق لهذا العام، والتي جذبت أنظار هواة الفلك وعشاق التصوير الفلكي.

وظهر القمر بحجم أكبر بنحو 7–8% وأكثر سطوعًا بحوالي 15–16% مقارنة بالمتوسط الشهري لأقمار البدر، ما يجعله مميزًا للمتابعة والرصد.

ويأتي القمر العملاق نتيجة اقترابه من نقطة الحضيض في مداره حول الأرض، حيث تصل المسافة بين الكوكبين إلى حوالي 357,219 كيلومترًا، ما يصنفه ضمن أقمار العملاق.

وأوضح المهندس ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن القمر ظهر بعد غروب الشمس من الأفق الشرقي بلون وردي أو برتقالي نتيجة تشتت الضوء في الغلاف الجوي، إذ تختفي الأطوال الموجية القصيرة (الأزرق) ويبقى الضوء الأحمر طويل الموجة الذي يصل إلى أعيننا، وهو السبب نفسه الذي يجعل الشمس عند الغروب تظهر باللون المحمر.

واكتمل القمر عند الساعة 02:14 فجر الجمعة 5 ديسمبر 2025 بتوقيت مكة، في الجهة المقابلة للشمس (زاوية 180 درجة).

وفي نفس الوقت، شهد يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025 ظاهرة فلكية نادرة أخرى، وهي تعامد كوكب المشترى على الكعبة المشرفة، حيث أشار 'أبوزاهرة' إلى أن المشترى تعامد عند الساعة 03:09 فجرًا بتوقيت المملكة على ارتفاع 89.995 درجة، بفارق 15 ثانية قوسية فقط عن التعامد الهندسي الكامل، أي ما يعادل زاوية لا تتجاوز 0.004 درجة.

وتعد هذه الظاهرة الفلكية مزدوجة، القمر العملاق وتعامد المشترى، فرصة نادرة لعشاق الفلك لمتابعة وتوثيق أحداث فلكية استثنائية في سماء المملكة.

ويشير خبراء الفلك إلى أن ظاهرة القمر العملاق لا تؤثر على التوازن الطاقي للكوكب، بينما يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع محدود في المد البحري المعروف باسم المد العالي الحضيضي.