كشفت دراسة طبية حديثة أن النوم في الظلام الدامس قد يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي من أبرز أسباب الوفاة في العالم.

ووفقاً لشبكة CNN، تابعت الدراسة التي أجرتها جهات بحثية بريطانية نحو 90 ألف شخص من المشاركين في 'البنك الحيوي البريطاني'، وهو قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً.

وارتدى المشاركون أجهزة خاصة لقياس شدة الضوء خلال فترة النوم ما بين الساعة 12:30 منتصف الليل والسادسة صباحاً، وذلك بين عامي 2013 و2022. ثم تمت متابعة حالتهم الصحية لمدة تسع سنوات في المتوسط، مع استبعاد من يعانون مسبقاً من أمراض قلبية.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين ينامون في بيئة مضاءة كانوا أكثر عرضة للإصابة بقصور القلب بنسبة 56%، وبأمراض الشريان التاجي بنسبة 32%، وبـ السكتة الدماغية بنسبة 28%، مقارنة بمن ينامون في الظلام الكامل. كما زاد خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 47%، والرجفان الأذيني بنسبة 32%، وهو اضطراب في انتظام ضربات القلب.

ويرى الباحثون أن الضوء الليلي يؤثر سلباً على إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم النوم، مما يؤدي إلى اضطراب في وظائف الخلايا، وارتفاع معدل ضربات القلب، ومستويات التوتر، والغلوكوز، والالتهابات في الجسم.

وأكد الفريق أن هذه النتائج تمثل 'أكبر دراسة من نوعها' تربط بين التعرض للضوء أثناء النوم ومخاطر أمراض القلب على المدى الطويل، مشيرين إلى أن النوم في الظلام التام ليس رفاهية، بل ضرورة لصحة القلب والجسم.