تسجّل حركة السفر عبر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت علامات واضحة على تعافٍ مُستدام، مع زيادة ملحوظة في أعداد الركاب والرحلات خلال شهر أيار الماضي. هذا النموّ يعكس توجهًا إيجابيًا نحو موسم صيف واعد، على الرّغم من التحدّيات الأمنية التي تواجه لبنان، ويعزز آمال القطاعات السياحية والخدمية في انتعاش النشاط الاقتصادي مع توافد المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وفي التفاصيل، شهدت حركة مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الركاب الذين استخدموا هذا المرفق الحيوي الهام خلال شهر أيار الفائت، لا سيما لجهة الوافدين إلى لبنان، والذين قارب عددهم 300 ألف وافد، وهذا العدد يُعتبر الأعلى منذ شهر أيار عام 2019، وهذا الأمر يبشّر بالخير وبأنّ أعداد الوافدين إلى لبنان سترتفع تواليًا مع بدء فصل الصيف وانتهاء العام الدراسي في معظم دول الخارج، وبالتالي بدء الإجازات الصيفية.

كما سجل شهر أيار الفائت ارتفاعًا في حركة الطيران ورحلات شركات الطيران المُستخدِمة حاليًا للمطار.

وقد توزعت حركة المطار خلال شهر أيار 2025 على الشكل التالي:

* المسافرون: ارتفع عدد الركاب الذين استخدموا المطار خلال شهر أيار 2025 بنسبة 10,26 بالمئة عمّا كان عليه في العام السابق 2024، وبلغ مجموع الركاب في الشهر الخامس من العام الجاري 560 ألفًا و50 راكبًا (مقابل 507 آلاف و892 راكبًا في أيار 2024)، فارتفع عدد الوافدين الى لبنان بنسبة 12 بالمئة وسجّل 299 ألفًا و700 راكب. كما ارتفع عدد المغادرين من لبنان بنسبة 8,37 بالمئة وسجل 260 ألفًا و322 راكبًا.

أما ركاب الترانزيت فاستمر منخفضًا وسجل فقط 28 راكبًا (بتراجع 86,66 بالمئة).

ومع انتهاء الشهر الخامس من العام 2025، يصبح مجموع الركاب الذين استخدموا المطار منذ مطلع العام وحتّى نهاية أيار الفائت مليونين و409 آلاف و387 راكبًا مقابل مليونين و292 ألفًا و764 راكبًا في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2024 اي بزيادة بلغت 5 بالمئة.

* حركة الطائرات: بلغ مجموع الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية التي استخدمت المطار خلال أيار الفائت 4607 رحلات بزيادة 7,28 بالمئة عن أيار 2024.

فقد ارتفع عدد الرحلات الجوية القادمة الى لبنان بنسبة 7,11 بالمئة وسجل 2304 رحلات، كما ارتفع عدد الرحلات الجوية المغادرة من لبنان بنسبة 7,46 بالمئة وسجل 2303 رحلات.

قطاع تأجير السيارات السياحية يترقّب انتعاشًا

بدورِه، أعلن نائب رئيس نقابة مكاتب السيارات السياحية المُستأجرة جيرار زوين أنّ نسبة الحجوزات خلال عيد الأضحى تعدّت الـ 75 في المئة على الرّغم من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية عشيّة العيد.

لكنه استدرك قائلا إنّ 'اتصالاتٍ عدّةٍ وردت تستفسر عن كيفية الحجز والأسعار خلال فصل الصيف الذي ما زال واعدًا'، معتبرًا أنّ 'هذه الاتصالات تعني تأجيل المجيء إنْ لم نقل الإلغاء'.

وأكّد لـ'المركزية' أنّ 'الحركة في تصاعدٍ مستمرٍّ، إذ بدأت بنسبة 35 في المئة ثم ارتفعت الى 40 و50 في المئة قبل عيد الأضحى'.

واعتبر زوين أنّ 'القطاعات السياحية تنتظر موسم الصيف بعد الرّكود الذي تعرّضت له بسبب الحرب الاسرائيلية على لبنان، وهي تأمل أن يكون واعدًا من خلال الحجوزات التي تتمّ مع مكاتب السيارات السياحية المُستأجرة او من خلال الاتصالات التي نتلقاها والتي تؤكّد مجيء المتصلين لا سيما من اللبنانيين المنتشرين والعاملين في الخليج ومن الجنسيات الاردنية والعراقية الذين حرّكوا أسواقنا خلال عيد الأضحى'.

وختامًا، شدّد على أنّ 'اللبنانيين المنتشرين في بلاد العالم سيأتون الى لبنان مهما كانت الصعاب، وبالتالي نأمل ألّا نعتمد عليهم فقط، بل على الخليجيين من إماراتيين وكويتيين وقطريين حيث نتوقّع ان يأتوا بعد طول غياب بسبب حظر سفر رعاياهم الى لبنان'.