شارك سفير دولة فلسطين وعميد السلك الدبلوماسي العام 'العربي والأجنبي' لدى جمهورية كازاخستان، د. منتصر أبو زيد، مساء الأربعاء 12 مارس 2025، في مآدبة الإفطار الرمضاني التي أقامها نائب رئيس الوزراء وزير خارجية كازاخستان، السيد مراد نورتلو، لسفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية المعتمدين لدى كازاخستان.

وخلال كلمته أمام الحضور، أكد الوزير نورتلو على الأهمية الروحية لشهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أنه ليس مجرد شهر للصيام، بل يمثل فرصة لتعزيز القيم الروحية، والاحترام المتبادل، والتضامن بين الشعوب.

وأضاف أن كازاخستان تواصل التزامها بسياسة خارجية بناءة قائمة على السلام وحسن الجوار والتعاون الدولي، مشددًا على أن هذه المبادئ تظل ثابتة رغم التحديات العالمية.

كما استعرض الوزير نورتلو نتائج التعاون مع الدول الإسلامية خلال عام 2024، وحدد مجالات الأولوية للتعاون في عام 2025، موضحًا أن كازاخستان عززت علاقاتها مع العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، ووسّعت الشراكات التجارية والاقتصادية، وطورت الخدمات اللوجستية للنقل، والتعاون الإنساني، وهو ما أدى إلى تحقيق نتائج ملموسة وفتح آفاق جديدة للتعاون.

كما أعرب عن تقديره للسلك الدبلوماسي العربي والإسلامي على مساهمته الفعالة في تطوير العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف، مشيرًا بشكل خاص إلى دعم الدول الإسلامية لمبادرة كازاخستان بإنشاء مركز إقليمي للأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة لآسيا الوسطى وأفغانستان في مدينة ألماتي.

من جانبه، ألقى السفير د. منتصر أبو زيد كلمة بالنيابة عن السلك الدبلوماسي العام والسفراء العرب والمسلمين، قدم فيها الشكر لوزير الخارجية الكازاخستاني على دعوته الكريمة لهذا اللقاء الرمضاني الودي، كما هنأ الشعب الكازاخستاني وقيادته، وعلى رأسهم الرئيس قاسم جومارت توكاييف، بحلول شهر رمضان المبارك، متمنيًا لهم دوام الاستقرار والازدهار.

وأشار السفير أبو زيد في كلمته إلى المكانة المرموقة التي تحتلها كازاخستان اليوم في المجتمع الدولي، باعتبارها شريكًا فاعلًا في التكامل الاقتصادي العالمي، والإصلاحات الديمقراطية، وجهود مكافحة الفساد، وتعزيز السلام والوحدة الوطنية.

كما أثنى على برنامج الرئيس توكاييف لبناء 'كازاخستان جديدة'، والذي أسهم في تعزيز الحوار المفتوح مع المجتمع، وتحقيق شفافية الإدارة العامة، وترسيخ العدالة الاجتماعية.

وفي سياق حديثه عن القضايا الإقليمية والدولية، شدد السفير أبو زيد على تقدير الشعب الفلسطيني وقيادته للمواقف المبدئية التي تتبناها الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بما في ذلك كازاخستان، في احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح أن هناك أكثر من 1000 قرار صادر عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1947 بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أن إسرائيل رفضت تنفيذ أي منها، مؤكدًا أهمية تكثيف الجهود الدولية لتنفيذ هذه القرارات وضمان تحقيق العدالة.

وفي ختام الحفل، عبّر السفراء ورؤساء البعثات العربية والإسلامية عن امتنانهم لحفاوة الاستقبال، وأكدوا التزامهم بمواصلة تعزيز العلاقات مع كازاخستان في مختلف المجالات. ويُذكر أن مآدبة الإفطار الرمضاني التي تنظمها وزارة الخارجية الكازاخستانية أصبحت تقليدًا دبلوماسيًا سنويًا يعكس روح التضامن والتفاهم المتبادل بين كازاخستان والدول العربية والإسلامية، ويسهم في تعزيز الشراكات والتعاون الدولي.