لم تعد صحة القلب والأوعية الدموية تقاس فقط بمؤشرات تقليدية مثل الكوليسترول وضغط الدم، إذ ظهر في السنوات الأخيرة مؤشر جديد يكتسب أهمية متزايدة يعرف باسم مؤشر أوميغا-3 (IO3).

هذا المؤشر يقيس نسبتي الحمضين الدهنيين EPA وDHA في خلايا الدم الحمراء، ليعكس مستوى تغذية القلب والأوعية الدموية على مدى فترة تتراوح بين 3 و4 أشهر. وهو مشابه في آليته لمؤشر HbA1c المستخدم لقياس مستوى السكر التراكمي عند مرضى السكري.

ويُقسم المؤشر عادة إلى ثلاث فئات:

– أقل من 4% = خطر مرتفع.

– بين 4% و8% = خطر متوسط.

– أكثر من 8% = مستوى مرغوب وحماية للقلب.

وأظهرت دراسات حديثة مثل Framingham Offspring Cohort 2025 وميتا-تحليل 2024 أن الأشخاص الذين يملكون مؤشر أوميغا-3 بمستوى أقل أو يساوي 8% يتمتعون بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض القلب، ويقل لديهم خطر الموت المفاجئ، إضافة إلى تراجع إجمالي معدلات الوفاة بنسبة تتراوح بين 15% و20%.

ويرى الخبراء أن رفع هذا المؤشر ممكن عبر التغذية اليومية، من خلال تناول وجبتين إلى ثلاث وجبات أسبوعيًا من الأسماك الدهنية مثل السردين، السلمون، الماكريل، وهي غنية بالأحماض الدهنية الأساسية. أما من لا يحصلون على الكميات الموصى بها (250–500 ملغ يوميًا للبالغين)، فيمكنهم الاعتماد على الأطعمة المدعّمة مثل الحليب المعزز بأوميغا-3، والذي يؤمّن نصف الاحتياج اليومي تقريبًا.

ويؤكد الباحثون أن نتائج تحسين هذا المؤشر تظهر بعد فترة تتراوح بين ثلاثة وأربعة أشهر، وهي المدة التي تستغرقها أغشية خلايا الدم الحمراء للتجدد.

ومن هنا، يشدد الأطباء على أن الوقاية من أمراض القلب لا تقتصر على مراقبة الكوليسترول أو ضغط الدم، بل تبدأ من اختيارات التغذية اليومية الدقيقة، حيث يتيح مؤشر أوميغا-3 وسيلة أكثر دقة لقياس صحة القلب وضمان الشيخوخة بصحة جيدة.