×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»سياسة» اندبندنت عربية»

اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية

اندبندنت عربية
times

نشر بتاريخ:  الأحد ٨ حزيران ٢٠٢٥ - ١١:٥٦

اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية

اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

اندبندنت عربية


نشر بتاريخ:  ٨ حزيران ٢٠٢٥ 

مع خروج منظمة التحرير من ملاذها الجغرافي الأخير في بيروت بدأت فعليا مسارات سياسية امتدت لنصف قرن

تنطبق مقولة 'التاريخ يعيد نفسه، أولاً كمأساة وثانياً كمهزلة' على لبنان بصورة دقيقة. هذا البلد الذي لم يدفن الماضي تحت التراب، بل خزنه في الزوايا المظلمة من الذاكرة الوطنية ليعود ذلك الماضي إلى الواجهة كلما ظن الناس أنهم طووا صفحته. ولا تمر عقدة سياسية أو هزة أمنية إلا وتتكشف معها ملامح دورة تاريخية مألوفة، انقسام داخلي واستقطاب خارجي ثم انفجار.

من الحرب الأهلية التي اندلعت تحت شعارات عديدة مثل الوجود الفلسطيني والقضية الفلسطينية أحد أهم عواملها، إلى الاجتياح الإسرائيلي تحت شعار 'السلام للجليل'، إلى الحروب المتكررة التي تخاض بأسماء مختلفة ورايات متبدلة كحرب يوليو (تموز) 2006، إلى 'حرب الإسناد' منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والمشهد يعيد نفسه بوتيرة مؤلمة.

فلبنان لا يعيد فقط أخطاءه بل يعيد إنتاج بنيته المأزومة، دولة عاجزة وطوائف متوجسة وأحزاب مسلحة وشعب يدفع الثمن دائماً. وبينما يركض العالم إلى الأمام، يبقى هذا البلد يراوح مكانه ويتنقل بين الركام والرهانات الخاسرة، وكأن قدره أن يبقى ساحة لا دولة، ومسرحاً لصراعات الآخرين لا موطناً لمواطنيه.

ما أشبه اليوم بالبارحة

يوم السادس من يونيو (حزيران) 1982، بدأ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في عملية عسكرية أطلقت عليها إسرائيل اسم 'السلام للجليل'، سرعان ما تحولت إلى حرب شاملة امتدت إلى قلب بيروت مخلفة دماراً واسعاً وخسائر بشرية جسيمة. وتحت ذريعة الرد على محاولة اغتيال سفيرها لدى لندن شلومو أرغوف من قبل 'منظمة أبو نضال'، شنت إسرائيل هجوماً واسعاً استهدف منظمة التحرير الفلسطينية وقوات النظام السوري، وأسفر عن حصار بيروت الغربية لمدة ثلاثة أشهر انتهت بخروج المنظمة من لبنان.

 

اليوم وبعد 43 عاماً على ذلك الاجتياح، تعود الذاكرة اللبنانية إلى تلك الأيام العصيبة، وبخاصة مع التصعيد العسكري والغارات المتنقلة التي تشنها القوات الإسرائيلية على كامل الأراضي اللبنانية، بذريعة القضاء على 'حزب الله' وتدمير مخازن ومصانع أسلحته.

وأمس عاشت العاصمة بيروت وتحديداً الضاحية الجنوبية فصلاً من نماذج الحرب، بعدما شنت القوات الإسرائيلية ما يقارب 23 غارة من مسيرات وقصفاً من مقاتلات إسرائيلية، بعد وقت قصير من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لمبان في الحدث وحارة حريك وبرج البراجنة، تمهيداً لقصف مواقع قالت إسرائيل إن 'حزب الله' يستخدمها لتصنيع مسيرات، وأنها تابعة لـ'الوحدة 127' الجوية التابعة للحزب، وأنها أبلغت واشنطن مسبقاً بضرب بيروت. وعاش البيروتيون ليلة جديدة من الإنذار بالإخلاء والنزوح والخوف والهلع، تزامنت مع عيد الأضحى.

ما أشبه اليوم بالبارحة، فبعد أكثر من أربعة عقود على اجتياح عام 1982، تعود بيروت مسرحاً للغارات والدمار في مشهد يعيد إلى الأذهان صور الحصار والنزوح والقلق الذي عاشه اللبنانيون آنذاك.

سيناريوهات الماضي الأليم

خلال يونيو 1982، شهد لبنان واحدة من أكثر المحطات دموية وتعقيداً في تاريخه الحديث، حين اجتاحت القوات الإسرائيلية أراضيه ضمن عملية عسكرية وصفت بأنها الأوسع منذ نكسة عام 1967. ولم تكن العملية وليدة لحظة أمنية عابرة، بل نتيجة تراكمات سياسية وعسكرية محلية وإقليمية، شملت تمدد نفوذ منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان، وتحوله إلى ساحة اشتباك مفتوحة مع إسرائيل. وجاءت الحرب تحت ذريعة 'ضمان أمن الجليل'، لكنها سرعان ما تجاوزت أهدافها المعلنة وصولاً إلى حصار بيروت واقتحام العاصمة، في مشهد أحدث تحولاً جذرياً في التوازنات اللبنانية الداخلية، وقلب معادلات القضية الفلسطينية ودشن مرحلة جديدة من التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اللبناني.

فاجتياح عام 1982 لم يكن مجرد حرب عسكرية، بل لحظة مفصلية أعادت تشكيل خريطة النفوذ في لبنان، وأسهمت في تآكل الدولة المركزية ومهدت لصعود قوى لبنانية مسلحة برعاية خارجية، كان أبرزها لاحقاً 'حزب الله'. وهذه اللحظة تستحق التذكير، ليس فقط كحدث عسكري بل كشرخ سياسي واجتماعي ما زال لبنان يعيش في ظله حتى اليوم، مما يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات الماضي الأليم.

وفي ذكرى ذلك الاجتياح، يتجدد التساؤل حول قدرة لبنان على تجنب دوامة العنف، والبحث عن سبل لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة لا تزال تعاني تداعيات صراعات الماضي.

تصفية منظمة التحرير

لم يكن اجتياح إسرائيل للبنان مجرد رد عسكري على عمليات 'فدائية' تنطلق من جنوب لبنان، بل كان عملية سياسية وعسكرية معقدة استهدفت تصفية منظمة التحرير، وإعادة تشكيل النظام السياسي اللبناني بما يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية للمنطقة. فتلك الحرب كانت أوسع من مجرد حماية المستوطنات الشمالية، بل كانت حرباً على هوية لبنان وموقعه في المعادلة الإقليمية. وكانت إسرائيل ترى في وجود منظمة التحرير داخل لبنان تهديداً استراتيجياً مزدوجاً، عسكرياً عبر العمليات 'الفدائية'، وسياسياً عبر صعود تمثيل المنظمة ككيان شرعي بديل للسلطة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. وأرادت إسرائيل كسر هذا الزخم السياسي عبر ضرب بنية المنظمة داخل بيروت وتشتيت قيادتها، في إطار مشروع أوسع لتحييد لبنان سياسياً وإنهاء حال العداء معه، والهدف الإسرائيلي النهائي كان توقيع معاهدة سلام لبنانية-إسرائيلية، مما يوسع من شرعية إسرائيل إقليمياً. وأرادت إسرائيل في ذلك الوقت تقليص حجم النفوذ السوري المتنامي داخل لبنان، بعد دخول القوات السورية عام 1976. وكانت الحرب اللبنانية خلقت فراغاً واسعاً، حاول النظام السوري ملأه تدريجاً. فجاء اجتياح عام 1982 كرسالة إلى دمشق ومقدمة لتقسيم مناطق النفوذ.

إعادة تشكيل التوازنات

مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى قلب بيروت، انهار ميزان القوى الذي فرضته الحرب الأهلية. وصعدت قوى لبنانية كانت متحالفة مع إسرائيل، لا سيما 'القوات اللبنانية'، في مقابل تراجع التيارات الوطنية واليسارية. وظهر كأن الكيان اللبناني في طريقه لأن يعاد بناؤه على أساس طائفي جديد مدعوم إسرائيلياً، لكنه سُحق لاحقاً باغتيال الرئيس بشير الجميل، وبعدم قبول شرعية هذا التوجه من قبل غالبية اللبنانيين، مما دفع إلى نهاية وهم 'الحياد اللبناني'، إذ أثبت الاجتياح أن لبنان لم يعد قادراً على لعب دور 'الوسيط' أو 'المنطقة العازلة' في الصراع العربي-الإسرائيلي، وأصبح رسمياً ساحة تصفية حسابات إقليمية، وانهار الخطاب الرسمي اللبناني حول الحياد والسيادة، مما أسهم لاحقاً في شرعنة وجود قوات أجنبية على أراضيه (سوريا وإسرائيل وإيران عبر 'حزب الله')، ذلك أنه وبسبب الاجتياح دخلت القوى الدولية بصورة أوسع على خط الأزمة اللبنانية، من إرسال قوات متعددة الجنسيات إلى بيروت إلى تدخل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حينها، عبر وساطات مختلفة. وعلى رغم أن هذا الحضور الدولي كان يهدف لإنهاء الحرب، فإنه زاد من تعقيدها وربطها بالصراعات الكبرى داخل المنطقة.

بروز 'حزب الله'

دفع ذلك الاجتياح إلى ولادة شكل جديد من القتال لم يكن فلسطينياً بل لبنانياً. ووُلد 'حزب الله' من رحم الاحتلال، وبدأت مرحلة جديدة من الصراع عنوانها 'مقاومة إسلامية' ذات بعد إقليمي، إيراني هذه المرة، أدت إلى انسحاب إسرائيلي لاحق من الجنوب عام 2000، وإن بثمن سياسي باهظ.

ولكن كيف غير اجتياح عام 1982 البوصلة السياسية لمنظمة التحرير؟

لم يكن الاجتياح الإسرائيلي في ذلك العام، مجرد حملة عسكرية تهدف إلى إبعاد مقاتلي منظمة التحرير من الحدود الشمالية لإسرائيل، بل شكل نقطة تحول استراتيجية في مسيرة المنظمة، من الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة للتحرير إلى اعتماد الدبلوماسية كأداة رئيسة لنيل الاعتراف والحقوق الوطنية.

مثَّل الوجود الفلسطيني في بيروت قبل الاجتياح أحد أهم مكاسب المنظمة منذ تأسيسها، إذ كانت تسيطر على أجزاء واسعة من لبنان وبخاصة في الجنوب، وأطلقت عملياتها ضد المستوطنات الإسرائيلية الشمالية مما دفع إسرائيل للتدخل في لبنان ضمن عملية محدودة استغرقت أياماً خلال مارس (آذار) 1978 فيما عرف بـ'عملية الليطاني'، وذلك في محاولة لوقف الهجمات الفلسطينية.

خلال ذلك الزمن تحولت العاصمة اللبنانية إلى منصة إقليمية ودولية لصوت المقاومة الفلسطينية، ومع اجتياح القوات الإسرائيلية ووصولها إلى مشارف بيروت، ثم خروج القيادة الفلسطينية إلى تونس، خسرت المنظمة ملاذها الجغرافي الأخير الذي كانت تدير منه عملياتها العسكرية والسياسية بحرية نسبية. هذا الخروج الجبري أضعف قدرة المنظمة على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق، وفتح الباب أمام مراجعة شاملة لاستراتيجيتها.

مراحل الاستسلام أو مغادرة بيروت

ابتداء من أواخر يونيو 1982، فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على بيروت الغربية دام أكثر من شهرين، واستخدمت فيه أساليب القصف المدفعي والجوي المكثف لإجبار منظمة التحرير على الاستسلام أو الخروج. وهذا الحصار خلق مأزقاً إنسانياً وسياسياً حاداً، وأثار موجة إدانات دولية خصوصاً مع سقوط آلاف المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين بين قتيل وجريح.

وتحت الضغط الأميركي والدولي، وتحديداً بوساطة المبعوث الأميركي فيليب حبيب، تُوصل إلى اتفاق خلال الـ20 من أغسطس (آب) يقضي بخروج منظمة التحرير من بيروت تحت إشراف قوات متعددة الجنسيات، ضمن خطة منظمة لنزع فتيل الأزمة. وبالفعل، بدأت عملية الإجلاء خلال الـ21 من الشهر نفسه، واستمرت حتى الأول من سبتمبر (أيلول) من العام ذاته، حين غادر ياسر عرفات المدينة في مشهد رمزي على متن سفينة 'أتلانتس' اليونانية، وقال أحد معاونيه إنه بكى على متن تلك السفينة وهي تغادر مرفأ بيروت، في لحظة ضعف نادرة من الختيار (لقب عرفات)، مودعاً آخر قاعدة عسكرية للمنظمة على مقربة من فلسطين.

وغادرت قوات المنظمة المدينة في قوافل بحرية إلى دول عربية عدة، منها اليمن والجزائر والسودان والعراق، لكن الوجهة السياسية والعسكرية الرئيسة كانت تونس العاصمة، حيث انتقلت القيادة العامة للمنظمة بما في ذلك رئيسها ياسر عرفات، وأصبحت تونس مقراً رئيساً لها حتى توقيع اتفاق أوسلو خلال سبتمبر عام 1993، وهو أول اتفاق رسمي مباشر بين إسرائيل ممثلة في وزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز ومنظمة التحرير ممثلة في الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات. وشكل إعلان المبادئ والرسائل المتبادلة نقطة فارقة في صورة العلاقة بين المنظمة وإسرائيل.

لم تكن بيروت مجرد مدينة لجوء للفلسطينيين، بل كانت بمثابة العاصمة السياسية والرمزية البديلة لفلسطين. منها كانت تدار العمليات العسكرية وتصاغ الخطابات، وتُستقبل الوفود العربية والدولية. وكان الفلسطينيون للمرة الأولى يملكون موقعاً سياسياً وعسكرياً شبه سيادي، لا يخضع لهيمنة الدولة المستضيفة بالكامل. ومع الخروج القسري إلى تونس انتهى هذا الامتياز، وانقطعت آخر صلة مباشرة بالأرض الفلسطينية من حيث الجوار الجغرافي والرمزية الثورية، وبذلك دخلت القضية الفلسطينية مرحلة الاغتراب السياسي، ولم يعد هناك وجود جغرافي فعال للقيادة الفلسطينية في جوار فلسطين.

فتونس، وعلى رغم كونها دولة داعمة كانت بعيدة جغرافياً ونفسياً من الأرض، وهو ما أضعف الحس الفوري بقرب التحرير وأصبح القرار الفلسطيني أكثر عزلة وأقل ارتباطاً بالشارع الفلسطيني والعربي. ففي بيروت، كانت المنظمة تصنع الفعل وتطلق الرصاصة، أما في تونس باتت تصدر البيانات وتعقد المؤتمرات.

النكبة الفلسطينية الثانية

لم يكن خروج منظمة التحرير من بيروت خلال خريف عام 1982 مجرد نتيجة لعملية عسكرية إسرائيلية ناجحة، بل كان حدثاً مفصلياً أعاد تشكيل الوعي الفلسطيني والعربي تجاه القضية الفلسطينية. فإذا كانت نكبة عام 1948 أسفرت عن ضياع الأرض، فإن نكبة بيروت مثلت ضياع الموقع واغتراب القرار، وتفكك الجغرافيا الثورية التي كانت تشكل الامتداد الحي للنضال الفلسطيني.

ومثَّل هذا الخروج نهاية مرحلة الوجود الفلسطيني المسلح داخل لبنان، وبداية مرحلة جديدة من النضال السياسي والدبلوماسي، فرضته الجغرافيا والوقائع الإقليمية. وكانت تلك النقلة أشبه بـ'نكبة ثانية'، إذ فقدت منظمة التحرير قاعدتها الأقرب إلى فلسطين، واضطرت إلى مواصلة الكفاح من المنفى البعيد في ظل انكشاف متزايد أمام الضغوط الإسرائيلية والدولية.

وعلى رغم البطولات الفردية شكل الاجتياح هزيمة سياسية ونفسية للمنظمة، مشاهد الدمار والمجازر (وبخاصة صبرا وشاتيلا) وغياب القدرة على التصدي للآلة العسكرية الإسرائيلية، أعادت تساؤلات داخل القيادة الفلسطينية حول جدوى استمرار 'البندقية وحدها' في ظل ميزان قوى مائل بالكامل. وبدأ الإدراك يتنامى بأن كسب الرأي العام العالمي قد يصبح أداة أكثر تأثيراً من السلاح، وصولاً إلى نقطة التحول في خطاب ياسر عرفات داخل الأمم المتحدة عام 1988، بعد ستة أعوام من ترك بيروت، إذ أعلن القبول بالقرار 242 والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، والدعوة إلى دولتين.

ولم يكن ذلك الخطاب ممكناً لولا تداعيات اجتياح عام 1982. فالإبعاد من الميدان العسكري خلق حافزاً للبحث عن شرعية سياسية جديدة تكسب المنظمة مكاناً على الطاولة بدل ساحة المعركة. فالمفاوض الفلسطيني الذي جلس في مدريد ثم في أوسلو، كان فقدَ عمقه الميداني وانحسر عنه الدعم العسكري والشعبي الذي كانت توفره له المخيمات والجبهات القريبة. وهذا ما أضعف أوراقه التفاوضية وجعله أقرب إلى موقع 'طالب دولة' منه إلى 'حامل حق وشرعية نضال'.

صعود السياسة وانحسار 'العمل الفدائي'

بعد الاجتياح، دخلت منظمة التحرير في مسار طويل من التفاوض السياسي، تخلله مؤتمر مدريد (1991) واتفاق أوسلو (1993). وحتى داخل المنظمة، بدأ الصعود التدريجي للنخب الدبلوماسية على حساب القيادات العسكرية، خصوصاً في ظل ابتعاد الساحة اللبنانية وتراجع دور المخيمات كمصدر تعبئة رئيسي.

ويمكن القول إن الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 لم ينه فقط مرحلة من العمل الفلسطيني، بل أطلق تحولاً استراتيجياً في هوية منظمة التحرير. فبعدما كانت الثورة ترتكز على البندقية، باتت تبحث عن الاعتراف الدولي عبر المنابر السياسية. ودفع الخروج من بيروت المنظمة إلى الدخول في بيروقراطية السياسة الدولية، والاقتناع بأن الشرعية لا تنتزع فقط من فوهة البندقية بل من منصة الخطاب والدبلوماسية أيضاً.

في المحصلة لم يكن خروج منظمة التحرير من بيروت مجرد انسحاب تكتيكي، بل نكبة ثانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقدَ الفلسطينيون آخر نقطة ارتكاز في محيط وطنهم، وتحولت قضيتهم من مشروع تحرر له أدواته إلى ملف سياسي تبحث عنه العواصم الكبرى وتقرره التوازنات الدولية. نكبة عام 1982 كانت أكثر من هزيمة عسكرية، كانت فقداناً للبوصلة الجغرافية التي لا تزال فلسطين تعاني ارتباكها حتى اليوم.

أما بالنسبة إلى لبنان فإن اجتياح عام 1982 كان أكثر من معركة عسكرية، كان مشروعاً سياسياً هدف إلى إعادة رسم خريطة لبنان وتفكيك ما تبقى من الهوية العربية له. أما داخلياً، فقد زعزع هذا الاجتياح توازن الطوائف وعمَّق الصراعات، وأخرج لبنان من نطاق 'الدولة' إلى مشروع 'الساحة'. وعلى رغم انسحاب إسرائيل لاحقاً فإن تداعيات هذا الاجتياح لا تزال تؤثر في صورة الدولة اللبنانية وفي بنية وشرعية 'مقاوماتها'، وفي موقعها ضمن النظام الإقليمي حتى اليوم.

اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية
موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار فلسطين:

ارتفع إنفاق الأسر اليابانية أكثر من المتوقع في أغسطس

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
30

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2168 days old | 347,682 Palestine News Articles | 2,637 Articles in Oct 2025 | 260 Articles Today | from 39 News Sources ~~ last update: 4 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية - ps
اجتياح 1982: يوم خسرت قضية فلسطين معركة السلاح وربحت الدبلوماسية

منذ ٠ ثانية


اخبار فلسطين

إتحاد الوفاء للنقابات عزى بالسيد رئيسي ورفاقه: نفقد قائدا كبيرا كان سندا قويا ومدافعا صلبا عن مستضعفي العالم - lb
إتحاد الوفاء للنقابات عزى بالسيد رئيسي ورفاقه: نفقد قائدا كبيرا كان سندا قويا ومدافعا صلبا عن مستضعفي العالم

منذ ثانية


اخبار لبنان

استنفار في الساحل السوري.. حشود عسكرية تتوافد إلى المنطقة لملاحقة فلول الأسد - sy
استنفار في الساحل السوري.. حشود عسكرية تتوافد إلى المنطقة لملاحقة فلول الأسد

منذ ثانية


اخبار سوريا

باحثون مغاربة يتألقون عالميا ويمنحون المملكة صدارة البحث العلمي بإفريقيا - ma
باحثون مغاربة يتألقون عالميا ويمنحون المملكة صدارة البحث العلمي بإفريقيا

منذ ثانيتين


اخبار المغرب

روسيا تدرس خياراتها حال خسارة قاعدتيها بسورية.. وليبيا في الصورة - ly
روسيا تدرس خياراتها حال خسارة قاعدتيها بسورية.. وليبيا في الصورة

منذ ثانيتين


اخبار ليبيا

وفق تقسيم في 11 مجموعة.. سوريا تبدأ باستيفاء رسوم دخول الأجانب إلى أراضيها - sy
وفق تقسيم في 11 مجموعة.. سوريا تبدأ باستيفاء رسوم دخول الأجانب إلى أراضيها

منذ ٣ ثواني


اخبار سوريا

توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة أكساد والاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين - sy
توقيع مذكرة تفاهم بين منظمة أكساد والاتحاد النوعي للنحالين الاردنيين

منذ ٣ ثواني


اخبار سوريا

من ورشة دور الرقابة الأسرية بدبي.. عمرو عثمان: 60 من مرضى الإدمان بدأوا في أسر تبدو مستقرة ظاهريا - eg
من ورشة دور الرقابة الأسرية بدبي.. عمرو عثمان: 60 من مرضى الإدمان بدأوا في أسر تبدو مستقرة ظاهريا

منذ ٤ ثواني


اخبار مصر

شكرا وزير الإعلام زياد غصن لمبادرته في تحسين أوضاع الصحفيين المتقاعدين .. وشكرا لمجلس الوزراء - sy
شكرا وزير الإعلام زياد غصن لمبادرته في تحسين أوضاع الصحفيين المتقاعدين .. وشكرا لمجلس الوزراء

منذ ٤ ثواني


اخبار سوريا

أحدثها عودة التنظيم الخاص .. كتب وكتاب فضحوا مخططات الجماعة الإرهابية لخراب الأوطان - eg
أحدثها عودة التنظيم الخاص .. كتب وكتاب فضحوا مخططات الجماعة الإرهابية لخراب الأوطان

منذ ٥ ثواني


اخبار مصر

استجابة حكومية سريعة لحالة طفلة المنوفية ضحية إلقاء الحجارة على قطار القاهرة- طنطا - eg
استجابة حكومية سريعة لحالة طفلة المنوفية ضحية إلقاء الحجارة على قطار القاهرة- طنطا

منذ ٦ ثواني


اخبار مصر

الاتحاد الأوروبي يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بعد قرار إسرائيل منع المساعدات - eg
الاتحاد الأوروبي يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة بعد قرار إسرائيل منع المساعدات

منذ ٦ ثواني


اخبار مصر

هيئة بريطانية: السفينة المتضررة من صاروخ قرب عدن تتابع رحلتها - jo
هيئة بريطانية: السفينة المتضررة من صاروخ قرب عدن تتابع رحلتها

منذ ٧ ثواني


اخبار الاردن

قائد الجيش بحث مع مسؤول امني بريطاني في سبل تعزيز قدرات الجيش على ضبط الحدود - lb
قائد الجيش بحث مع مسؤول امني بريطاني في سبل تعزيز قدرات الجيش على ضبط الحدود

منذ ٧ ثواني


اخبار لبنان

من قلب تل أبيب.. السفارة التركية تنكس علمها حدادا على اغتيال هنية - ma
من قلب تل أبيب.. السفارة التركية تنكس علمها حدادا على اغتيال هنية

منذ ٨ ثواني


اخبار المغرب

رئيس وزراء كندا السابق جان كريتيان وجه نصيحة للرئيس الأميركي: غير طريقة تفكيرك - sy
رئيس وزراء كندا السابق جان كريتيان وجه نصيحة للرئيس الأميركي: غير طريقة تفكيرك

منذ ٨ ثواني


اخبار سوريا

غارات أميركية باليمن: واشنطن تسقط صاروخا بالستيا ومسيرات بخليج عدن - ps
غارات أميركية باليمن: واشنطن تسقط صاروخا بالستيا ومسيرات بخليج عدن

منذ ٩ ثواني


اخبار فلسطين

 سامسونغ تستعد للكشف عن أحدث هواتفها القابلة للطي في 9 يوليو - jo
سامسونغ تستعد للكشف عن أحدث هواتفها القابلة للطي في 9 يوليو

منذ ٩ ثواني


اخبار الاردن

قطاع الصحافة.. بنسعيد: الوزارة تشتغل على إصلاحات جديدة تهدف إلى معالجة النواقص وسد الفراغات القانونية - ma
قطاع الصحافة.. بنسعيد: الوزارة تشتغل على إصلاحات جديدة تهدف إلى معالجة النواقص وسد الفراغات القانونية

منذ ١٠ ثواني


اخبار المغرب

بالفيديو - الحكم لصالح ياسمين عز ضد نيشان... تطالب بتعويض ضخم وهو يرد من دبي - xx
بالفيديو - الحكم لصالح ياسمين عز ضد نيشان... تطالب بتعويض ضخم وهو يرد من دبي

منذ ١٠ ثواني


لايف ستايل

تدهور حاد في الأمن الغذائي باليمن وتحذيرات دولية من تفاقم الأزمات - ye
تدهور حاد في الأمن الغذائي باليمن وتحذيرات دولية من تفاقم الأزمات

منذ ١١ ثانية


اخبار اليمن

بكلمات مؤثرة... الملكة رانيا تعايد ابنها في أحدث صورة مع زوجته الحامل (صورة) - lb
بكلمات مؤثرة... الملكة رانيا تعايد ابنها في أحدث صورة مع زوجته الحامل (صورة)

منذ ١١ ثانية


اخبار لبنان

عزل المدينة عن محيطها.. أمنية تحـ ـرير الشـ ـام تغدر بفعاليات بنـش وتعاود حملات الاعتقال - sy
عزل المدينة عن محيطها.. أمنية تحـ ـرير الشـ ـام تغدر بفعاليات بنـش وتعاود حملات الاعتقال

منذ ١٢ ثانية


اخبار سوريا

مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعيد إحياء روائع السينما الكلاسيكية في برنامج كنوز البحر الأحمر - xx
مهرجان البحر الأحمر السينمائي يعيد إحياء روائع السينما الكلاسيكية في برنامج كنوز البحر الأحمر

منذ ١٢ ثانية


لايف ستايل

المجلس الأوروبي: فرض منظومة عقوبات على حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين وإدراج ستة أفراد على قائمة العقوبات والأفراد الستة سيمنعون من السفر إلى الاتحاد - lb
المجلس الأوروبي: فرض منظومة عقوبات على حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين وإدراج ستة أفراد على قائمة العقوبات والأفراد الستة سيمنعون من السفر إلى الاتحاد

منذ ١٣ ثانية


اخبار لبنان

كايسيدو يسابق الزمن للعب مع تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية - jo
كايسيدو يسابق الزمن للعب مع تشيلسي في نهائي كأس العالم للأندية

منذ ١٣ ثانية


اخبار الاردن

بعد عاصفة الإسكندرية الرعدية.. كيف تحمي نفسك وعائلتك من المخاطر المفاجئة؟ - eg
بعد عاصفة الإسكندرية الرعدية.. كيف تحمي نفسك وعائلتك من المخاطر المفاجئة؟

منذ ١٤ ثانية


اخبار مصر

في جو مهيب.. تشييع جثمان لاعب اتحاد طنجة عبد اللطيف أخريف إلى مثواه الأخير - ma
في جو مهيب.. تشييع جثمان لاعب اتحاد طنجة عبد اللطيف أخريف إلى مثواه الأخير

منذ ١٤ ثانية


اخبار المغرب

تقرير: الاقتصاد المغربي يتقوى في مواجهة الأزمات والجزائر تغرق في الهشاشة - ma
تقرير: الاقتصاد المغربي يتقوى في مواجهة الأزمات والجزائر تغرق في الهشاشة

منذ ١٥ ثانية


اخبار المغرب

 الوداع الأخير لضحايا حادث الطريق الإقليمي.. دموع الوجع تملأ أرجاء مستشفى وردان (معايشة) - eg
الوداع الأخير لضحايا حادث الطريق الإقليمي.. دموع الوجع تملأ أرجاء مستشفى وردان (معايشة)

منذ ١٥ ثانية


اخبار مصر

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل