اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
مع مرور أيام على انتهاء الحرب الإسرائيلية على إيران، والتي استمرّت 12 يوماً، وانتهت بوقف إطلاق نار وفق تفاهم غير مكتوب، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس، أنه أصدر تعليماته إلى جيشه بوضع «خطة تنفيذية» ضد إيران. ويأتي هذا الإعلان في وقت تواصل فيه تل أبيب استعراض نتائج عملياتها العسكرية، وسط تحليلات إسرائيلية ترجّح أن الصراع لم يبلغ نهايته بعد، على الرغم من ما وُصف بـ»الإنجازات النوعية ضد البرنامج النووي الإيراني».
ويدور الحديث في إسرائيل، هذه الأيام، حول «الخطوة التالية» تجاه إيران، خصوصاً إذا ما قرّرت الأخيرة استئناف تطوير برنامجيها النووي والصاروخي. ويحاول المسؤولون الإسرائيليون التنبيه، بشكل مستمر، إلى سعي الكيان لتكريس «حرية حركة» إسرائيلية في إيران، في نوع من «جزّ العشب» المستمرّ؛ وهو ما تؤكد طهران أنها لن تسمح به على الإطلاق، وستردّ على أي اعتداءات جديدة قد يستجلبها.
وقال كاتس، في بيان رسمي، إن الخطة الجديدة «تشمل الحفاظ على تفوّق إسرائيل الجوي ومنع طهران من إحراز تقدّم نووي أو تطوير قدراتها الصاروخية، إضافة إلى الرد على دعمها الأنشطة الإرهابية المعادية لإسرائيل». وكشف الوزير، خلال مقابلة إعلامية، أنّ «إسرائيل كانت على وشك اغتيال المرشد الأعلى الإيراني (السيد) علي الخامنئي لو تسنّت لها الفرصة». وأضاف: «لو كان في مرمانا لقتلناه»، لافتاً إلى أن الجيش «بحث كثيراً» عنه قبل أن يقرّر خامنئي «الذهاب إلى أعماق الأرض وقطع الاتصال مع القادة»، ما جعل تنفيذ العملية مستحيلاً. وأعلن كاتس، في حديث مع «القناة 13» العبرية، أنّ إسرائيل ستوقف محاولات الاغتيال في الوقت الحالي، قائلاً: «هناك فرق بين ما قبل وقف إطلاق النار وما بعده». وجدّد تحذيراته من أنّه خلال الحرب المقبلة «لا يمكن السماح ببقاء خامنئي».
في موازاة ذلك، استعرض الجيش الإسرائيلي حصيلة عمليّاته العسكرية ضد إيران، مشيراً إلى أنّ «طائرات سلاح الجوّ نفّذت أكثر من 1,500 طلعة جوية استهدفت أكثر من 900 موقع في مختلف أنحاء إيران»، بما في ذلك مطار مشهد الذي يبعد نحو 2,400 كيلومتر عن إسرائيل. وزعم جيش العدو، في بيانه، أن العمليات «أسفرت عن القضاء على 11 عالماً نووياً بارزاً، وتدمير ثلاث منشآت نووية مركزية لحقت بها أضرار جسيمة، إضافة إلى تدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي ومراكز البحث والتطوير المرتبطة بالبرنامج النووي».
كما ادّعى تمكّنه من «تدمير حوالي 200 منصة إطلاق صواريخ أرض – أرض (...) واعتراض مئات الطائرات المُسيّرة». وشملت الهجمات الإسرائيلية أيضاً، بحسب جيش الاحتلال، 6 مطارات عسكرية وعشرات المقرات القيادية للأذرع الأمنية والعسكرية الإيرانية، فيما تم القضاء على قرابة 80 منظومة دفاع جوي و15 طائرة عسكرية و70 راداراً وأكثر من 35 موقعاً لإنتاج الصواريخ، وكله بحسب ادّعاء العدو.
وفي الاتجاه نفسه، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أن إسرائيل «حقّقت كل أهداف هجومها على إيران»، واعتبر أن العملية «ستُدرّس في الأكاديميات العسكرية». واعترف الوزير بتكبّد إسرائيل «خسارة بشرية مؤلمة»، لكنه زعم أنها «كانت أقلّ بكثير مما توقّعناه». وأكّد أن إسرائيل «ستردّ بقوة إذا سعت إيران مجدداً للحصول على أسلحة نووية».
وفي خضمّ التفاخر الإسرائيلي بنتائج الهجوم، كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيتوجّه إلى واشنطن لمناقشة قضيتين مركزيتين مع مستشاري الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هما «الحفاظ على إنجازات الحرب على إيران، وتوسيعها، إضافة إلى بحث صفقة غزة». كما سيكون على جدول أعمال ديرمر، التحضير لزيارة مرتقبة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى واشنطن، حيث سيلتقي ترامب، الشهر المقبل.
وتعليقاً على تلك التطورات وما سبقها، رأى المحلل الإسرائيلي، أفي يسخاروف، في مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن ترامب «صنع تاريخاً» حين أمر بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، معتبراً أن هذا القرار «غيّر قواعد اللعبة» في الشرق الأوسط، وخصوصاً «في نظر الدول العربية السُّنية التي طالما رأت في الإدارات الأميركية السابقة نوعاً من التساهل مع إيران». لكنّ الكاتب حذّر من أنّ هذه الحرب «بعيدة عن النهاية»، مؤكداً أن النظام الإيراني لا ينوي التخلّي عن مشروعه النووي، وأنّ إيران «ليست ليبيا»، إذ لا تهدّدها الفوضى الداخلية.
وأشار إلى أنّه «في حال رحيل خامنئي، قد يُعيّن خليفة يواصل السياسة ذاتها، وإن كان ثمّة احتمال لتعزيز المعسكر الإصلاحي». وتوقّع يسخاروف أن تسعى إيران لإعادة تخصيب اليورانيوم في منشآت سرية وربما التوجّه إلى إنتاج قنبلة نووية «من تحت أنف الغرب»، مشيراً إلى أن السؤال الكبير يتمثل في ما إذا كانت الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان الهجوم أو ستتجهان نحو المفاوضات بعد إبطاء المشروع النووي.
وختم بالقول إن الهجوم الأميركي قد «يمهّد الطريق نحو شرق أوسط جديد» خالٍ من إيران نووية، مع «حزب الله» محيّد وسوريا ساعية لأن تكون «دولة طبيعية»، فيما «دول عربية سُنية تمضي نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل». لكنّ تحقيق هذا السيناريو، بحسب التحليل، يبقى رهناً بإنهاء الحرب في غزة وإقصاء حكم حركة «حماس»، لفتح الباب أمام إدخال قوات عربية معتدلة وقوات «السلطة الفلسطينية» إلى القطاع.
المصدر: الأخبار اللبنانية