في خطوة استراتيجية لتعزيز البنية التحتية للنقل الجوي وربط سوريا بمحيطها الإقليمي، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي عن خطة لبناء مطار جديد في العاصمة دمشق. يأتي ذلك بالتزامن مع مفاوضات متقدمة مع شركات طيران سعودية وإماراتية لإطلاق رحلات مباشرة إلى دمشق، ما يفتح فصلاً جديداً في حركة الطيران المدني السورية ويعزز فرص الاستثمار والسياحة في البلاد.

وقال علاء صلال إن مدير إدارة الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي تشرف حالياً على 5 مطارات مدنية رئيسية، هي: مطار دمشق الدولي، مطار حلب الدولي، مطار دير الزور، مطار القامشلي، مطار اللاذقية، حيث يعمل مطارا دمشق وحلب بشكل منتظم، في حين أُجريت رحلة تجريبية في مطار دير الزور تمهيداً لإعادة تشغيله، في حين تقوم الهيئة بالإشراف عن بُعد على مطار القامشلي رغم تعقيدات المشهد في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية”.

مطار اللاذقية حالة خاصة:

وأما بالنسبة لمطار اللاذقية فقد بين صلال أن مطار اللاذقية يشكل حالة خاصة حيث يقتصر عمل موظفي الهيئة على العمل في برج المراقبة وتنسيق الأجواء مع مركز المراقبة الرئيسي في دمشق، حيث لايزال قيد التفاوض مع روسيا التي تتخذ جزءاً من منشآته قاعدة عسكرية.

عقبات بوجه التشغيل:

وحول العقبات التي تواجه تشغيل المطارات في سوريا بكامل طاقاتها بين صلال أن غياب أنظمة الرادار أحد أهم الأسباب، إذ تعرّضت رادارات مطاري دمشق وحلب للتدمير نتيجة القصف الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، مبيناً أن الهيئة تسعى حالياً لتأمين بدائل.

موضحاً أن عملية تصنيع الرادارات تستغرق وقتاً طويلاً، حيث لا تتوفّر رادارات جاهزة في الأسواق، بل تُصنّع بحسب الطلب بعد الاتفاق مع الشركات المعنية، حيث يتم التعاون مع عدّة أطراف وتأمين تجهيزات ملاحية واتصالات إضافية، من خلال التنسيق مع شركة تركية لتصنيع رادارات لمطاري دمشق وحلب خلال الأشهر الثلاثة القادمة.

الطاقة الاستيعابية:

وحول مطار دمشق الدولي حالياً فتبلغ طاقته الاستيعابية نحو 4 ملايين مسافر سنوياً، في حين يُسجّل المطار نحو 14 رحلة يومياً، وهو عدد قابل للزيادة وفق المستجدات، كاشفاً عن مباحثات جارية مع شركات طيران من السعودية والإمارات لتسيير رحلات مباشرة، في خطوة من شأنها رفع عدد الرحلات وتعزيز الحضور الجوي الإقليمي لسوريا.

وأكد صلال أن الخدمات الأساسية متوفرة في مطار دمشق، من صالات الانتظار، وكهرباء، ومياه، ومطاعم، وكافيهات، وخدمات طبية، مضيفاً أنه يجري حالياً العمل على تطوير هذه الخدمات وتحديث المرافق الداخلية، مع وجود مفاوضات لإعادة تأهيل المطار بالكامل، بل وتُطرَح مقترحات لبناء مطار جديد في دمشق ضمن خطط مستقبلية طموحة.