أكد مدير صندوق إعادة إعمار وتنمية ليبيا المهندس بلقاسم حفتر، اليوم ، أن 'عودة الشركات الإيطالية إلى شرق ليبيا تُمثل لحظة تاريخية، ليس رمزية فحسب، بل عملية أيضًا'.

وشدد في حوار مع 'وكالة نوفا' على هامش المنتدى الاقتصادي الليبي – الإيطالي المنعقد في بنغازي، على أن 'عودة الشركات الإيطالية للعمل في ليبيا تُعدّ حدثًا تاريخيًا. هذه الشركات تعرف سوقنا جيدًا، ونتشارك معها علاقات تاريخية وجغرافية وثقافية، تتمتع بالخبرة والجودة والقدرة، نحن بحاجة إلى هذه الشركات'.

وأضاف: 'الأهم هو الثقة: سنحترم جميع العقود التي سنبرمها مع الشركات الإيطالية، حتى فيما يتعلق بالمدفوعات. لدينا العديد من المشاريع التي نعتمد على مشاركتها فيها'.

وحول ميزانية الـ 11 مليار يورو التي طلبها الصندوق، أوضح حفتر أنها 'عبارة عن برنامج مدته ثلاث سنوات يعتمد على دراسات قطاعية، لتحسين الخدمات في القطاعات ذات الأولوية: الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والبيئة، والخدمات اللوجستية، والنقل'.

وتُصمم الاستثمارات وفقًا لاحتياجات المدن والمناطق، على حد قول حفتر الذي قال: 'على سبيل المثال، خطة البنية التحتية لمدينة بنغازي، والتي ستمتد من ثلاث إلى خمس سنوات، وتهدف أيضًا إلى الحد من التلوث البيئي. إنه مشروع رئيسي، سيفتح آفاقًا واسعة للشركات'.

وحول كيفية تعزيز الوحدة الوطنية في ظلّ الانقسامات، أكّد أن 'الاستقرار ينبع من التنمية، موضحاً، 'التنمية عامل حاسم في التوصل إلى حل'.

وأوضح أن 'التعافي الاقتصادي يمكن أن يصبح محركًا للاستقرار، ليس فقط للمجتمعات المحلية، بل أيضًا للطبقة السياسية والدول المجاورة'.

وتأتي التصريحات عقب التوقيع اليوم في بنغازي على سبعة عشر مذكرة تفاهم بين الصندوق الوطني لإعادة إعمار وتنمية ليبيا ممثلا بالمدير العام بلقاسم حفتر ومجموعة مختارة من الشركات الإيطالية العاملة في قطاعات رئيسية للتعاون الثنائي، وفقاً لنوفا.

وحضر حفل التوقيع السفير الإيطالي في طرابلس جيانلوكا ألبيريني، القنصل العام لإيطاليا في بنغازي فرانشيسكو سافيريو دي لويجي، ورئيس غرفة التجارة الإيطالية الليبية نيكولا كوليكي.

وتتعلق الاتفاقيات بمجالات استراتيجية مثل الطاقة ومعالجة المياه والبنية التحتية والبناء والميكانيكا والتصميم والرقمنة والاستشارات الهندسية، وتمثل المرحلة الأولى من عملية من المقرر أن تترجم إلى عقود تشغيلية، بتنسيق من غرفة التجارة من خلال المقر الجديد الذي سيتم افتتاحه قريبًا في بنغازي.

من بين الشركات الموقعة على الاتفاقية شركاتٌ عريقة في القطاع الصناعي الإيطالي والاوروبي.

وقد تم توقيع الاتفاقيات في إطار المنتدى الاقتصادي الإيطالي الليبي للتنمية وإعادة الإعمار، مؤكدين الرغبة في إضفاء مضمون على مسار صناعي مشترك، والذي سيستمر بالاجتماعات الفنية والمتابعات التشغيلية.

ويهدف المنتدى، الذي افتُتح أمس مع وصول أول رحلة لشركة الخطوط الجوية الإيطالية من روما إلى بنغازي منذ 13 عامًا، إلى إعادة إطلاق الشراكة الاقتصادية بين إيطاليا وبرقة، في سياق إقليمي يشهد تحولًا عميقًا.