رام الله مكس: أجرى رئيس الوزراء محمد مصطفى، اليوم الأربعاء، زيارة ميدانية إلى محافظة الخليل، شملت سلسلة من الاجتماعات القطاعية المتخصصة، بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وتصاعد انتهاكات الاحتلال، خاصة في المناطق المصنفة (ج) ومسافر يطا جنوب المحافظة.

وترأس مصطفى اجتماعاً لقادة المؤسسة الأمنية بحضور الفريق الحاج إسماعيل جبر، مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، ومحافظ الخليل خالد دودين، ووزير الداخلية زياد هب الريح، حيث شدد الاجتماع على أهمية فرض سيادة القانون، وحماية الحريات العامة، والتصدي لأي مظاهر فوضى تهدد السلم الأهلي وممتلكات المواطنين.

وأكد رئيس الوزراء أن تعزيز الأمن يمثل أولوية وطنية، مشدداً على دوره المركزي في دعم الاستقرار والتنمية في ظل التحديات الراهنة.

كما التقى مصطفى برئيس اتحاد الصناعات الجلدية عامر عرفة وأعضاء الاتحاد، حيث تم بحث سبل تطوير قطاع الصناعات الجلدية، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة العمل والاتحاد، تهدف إلى خلق 300 فرصة عمل لفئات الشباب والنساء وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى فرص تدريب مدفوعة الأجر للخريجين.

وفي لقاء مع رؤساء الغرف التجارية وملتقيات رجال الأعمال، أكد رئيس الوزراء دعم الحكومة للقطاع الخاص، مشدداً على أهميته في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وخلق بيئة استثمارية محفزة.

كما تسلم مصطفى التقرير السنوي للجنة إعمار الخليل لعام 2024، الذي استعرض إنجازات اللجنة في مجالات الترميم والتخطيط الاستراتيجي للبلدة القديمة، بالتعاون مع وزارات وجهات محلية ودولية، حيث شملت الأعمال مشاريع ترميم الحرم الإبراهيمي ومبانٍ سكنية وعامة.

وخلال الزيارة، جرت مناقشة أزمة ديون شركات الكهرباء والبلديات، والإجراءات الحكومية لحلها بما يضمن حماية المال العام وتحسين الخدمات.

وأصدر رئيس الوزراء توجيهات بتنفيذ تدخلات عاجلة في المحافظة، خصوصاً في مسافر يطا، كما أعلنت الحكومة صرف مساعدات مالية طارئة لـ1500 أسرة متضررة هناك، ضمن جهود تعزيز صمود المواطنين.

من جانبها، قدمت وزارة الزراعة خطة تدخل شاملة تشمل توفير أعلاف بقيمة 300 ألف دولار، وإنشاء 100 بئر مياه، ومشاريع دعم للأسر الفقيرة. ويأتي ذلك استكمالاً لتدخلات نفذت خلال العام، شملت توزيع الأعلاف، ومستلزمات الثروة الحيوانية، والطاقة الشمسية، واستصلاح أراضٍ.

كما تواصل هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تنفيذ تدخلات طارئة بعد كل اعتداء، من بينها توفير خيام وخزانات مياه ودعم قانوني ومادي لأصحاب المنشآت المتضررة.

وفي إطار معالجة أزمة المياه، تعمل سلطة المياه على إعادة تأهيل الآبار وضبط التعديات على خطوط المياه، خاصة أن 30% من مصادر مياه المحافظة تقع تحت خطر الاعتداءات.

وأشاد محافظ الخليل بزيارة رئيس الوزراء، مؤكداً أن هذه الزيارة تعكس اهتمام القيادة باحتياجات المحافظة وتعزز صمود المواطنين في مواجهة الاحتلال، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيواصل الثبات في أرضه رغم التحديات.