البوكمال- مراسل الفرات :

بين جدران مشفى السيدة عائشة الوحيد في مدينة البوكمال تتهاوى آمال المرضى مع كل يوم يمر، ليحل محلها معاناة حقيقية تختزل أزمة القطاع الصحي في المنطقة، ما يفترض أن يكون مكاناً للشفاء تحول إلى مكان للمعاناة حيث يروي المرضى وذووهم قصصاً مليئة بالألم والشعور بالإهمال.

مشفى بلا أطباء.. وأجهزة بلا فعالية

الوضع داخل المشفى وصفه المواطنون بالمزري، فأهم مؤسسة صحية في المدينة تعاني من شح حاد في الكوادر الطبية، حيث لا يوجد أطباء مختصون مثل طبيب أخصائي لغسيل الكلى كما أن الأجهزة الفنية المتخصصة إما غائبة أو معطلة من طبقي محوري وغيره، وجهاز غسيل الكلى الذي هو شريان الحياة لعشرات المرضى لا يعمل بشكل صحيح حسبما أفاد عدد من المراجعين، ما يعرض حياتهم للخطر.

شاب يذهب ضحية أخرى للتقصير

قبل أيام فقد شاب حياته بعد نقله إلى المشفى، في سلسلة من ضحايا التقصير، وأفاد شهود عيان أن السبب المباشر للوفاة يعود إلى عدم وجود طبق محوري وبعض المعدات الأساسية الأخرى في غرفة العمليات، ما حال دون إمكانية إنقاذ حياته، هذه الحادثة أثارت موجة من الغضب والحزن في المجتمع المحلي، وتساءل الكثيرون كيف يفتتح مشفى وهو غير جاهز بتاتاً لاستقبال الحالات الحرجة؟

معاناة مضاعفة.. رحلة الألم والغربة

لا تقتصر المعاناة على جدران المشفى بل تمتد إلى ما وراءها، ويضطر العديد من مرضى الكلى إلى تحمل تكاليف السفر والإيجار في مناطق أخرى بسبب عدم كفاية خدمات الغسيل في مشفى البوكمال، بعض المرضى يضطرون للغسل مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً في رحلة شاقة يسودها الفقر والألم حيث يغادرون مدينتهم ويقطنون مؤقتاً في مناطق مجاورة طلباً للعلاج.

نداء استغاثة إلى المسؤولين

يتوجه أهالي البوكمال ومرضى المشفى بنداء استغاثة عاجل إلى وزير الصحة ومدير الصحة في المحافظة، مطالبين بالتحرك الفوري لإنقاذ ما تبقى من أرواح، وتتمثل مطالبهم في توفير أطباء أخصائيين وفنيين مؤهلين لتشغيل أقسام المشفى خاصة قسم غسيل الكلى وصيانة وتأهيل أجهزة غسيل الكلى بشكل عاجل وتوفير جميع المعدات الطبية الناقصة.