اخبار لبنان
موقع كل يوم -الكتائب
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
من المقرر أن تجتمع الولايات المتحدة وإيران اليوم السبت في عُمان في جولة ثالثة من المحادثات بشأن برنامج طهران النووي، بعد إعلان الجانبين إحراز تقدم في الاجتماعات الأخيرة في روما.
وتبدأ إيران والولايات المتحدة الجولة الثالثة من مباحثاتهما حول الملف النووي بوساطة سلطنة عمان، عند الساعة 08:30 توقيت غرينتش على ما ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني.
وقالت موفدة التلفزيون الإيرانية الخاصة إلى مسقط: 'هذه المباحثات تستأنف قرابة الظهر بتوقيت طهران (الساعة 08:30 توقيت غرينتش) لكن الموعد الدقيق لم يحدد بعد'.
وتأتي هذه الاجتماعات، بوساطة عُمانية، عقب جولتين سابقتين من المفاوضات غير المباشرة، عُقدت أولاهما في 12 نيسان في مسقط، ثم الثانية في 19 نيسان في روما.
وصرح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الأربعاء، بأن الولايات المتحدة لا تتصور أن تقوم إيران بتخصيب موادها النووية بنفسها، بل استيراد الوقود النووي (اليورانيوم) اللازم لبرنامج طاقة مدني.
وأكدت إيران مراراً وتكراراً أن حقها في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض.
ووصفت كل من الولايات المتحدة وإيران المحادثات السابقة بأنها 'إيجابية'، على الرغم من تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشن ضربات عسكرية أميركية وإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية في حال عدم قبول طهران بالاتفاق.
لكن محادثات السبت قد تكون أكثر تعقيداً، إذ من المقرر أن تشمل مفاوضات حول تفاصيل البرنامج النووي الإيراني، وهو مجال لا يزال الخلاف فيه حاداً بين طهران وواشنطن.
كيف وصل الجانبان إلى هذه المرحلة؟
تم التوصل إلى اتفاق نووي عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، بما فيها الولايات المتحدة، وافقت بموجبه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات التي شلت اقتصادها.
وسمح الاتفاق، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى يضمن أن يكون برنامجها النووي سلمياً بحتاً.
وانسحب ترامب من هذا الاتفاق عام 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى. وردت إيران بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 60٪، وهي نسبة أقرب إلى نسبة 90٪ تقريباً اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وتصر إيران على أن برنامجها النووي لا يزال سلمياً.
في الشهر الماضي، أرسل ترامب رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يقترح فيها إجراء مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، موضحاً أن إيران لديها مهلة شهرين للموافقة على اتفاق جديد.
ماذا يريد ترامب؟ وما هي القضايا الرئيسية؟
صرح ترامب بأنه يريد اتفاقاً 'أقوى' مع إيران من الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 2015 في عهد إدارة باراك أوباما، لكن المسؤولين الأميركيين تباينت مواقفهم بشأن مطالبهم خلال الشهر الماضي.
في محاولتها لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة تطالب بتفكيك برنامجها النووي بالكامل - بما في ذلك برنامج الطاقة المدنية - أو ما إذا كانت ستسمح بمثل هذا البرنامج إذا تخلت إيران عن تخصيب اليورانيوم محلياً.
وهذا الشهر، صرّح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى المحادثات الإيرانية، بأنه لا حاجة لإيران لتخصيب اليورانيوم بما يتجاوز ما هو مطلوب لبرنامج للطاقة النووية، ولم يطالب إيران بوقف تخصيب اليورانيوم كلياً أو تفكيك برنامجها النووي.
وتراجع عن موقفه في اليوم التالي في بيان عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) قال فيه إن أي اتفاق نهائي مع إيران سيتطلب منها 'وقف برنامجها للتخصيب والتسليح النووي والقضاء عليه'.
في غضون ذلك، دعا وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث طهران إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل.
ثم، في مقابلة يوم الأربعاء، قال روبيو إن بإمكان إيران امتلاك برنامج نووي مدني، لكن سيتعين عليها استيراد الوقود النووي اللازم بدلاً من إنتاجه محلياً.
وقال روبيو لموقع 'فري برس': 'هناك طريق لبرنامج نووي مدني وسلمي إذا أرادوا ذلك لكن إذا أصرّوا على تخصيب اليورانيوم، فسيكونون الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك برنامج أسلحة، بل تقوم بالتخصيب لذا، أعتقد أن هذا يُمثل مشكلة'.
في الأسبوع الماضي، صرّح وزير الطاقة الأميركي كريس رايت لصحيفة نيويورك تايمز بأن الرياض وواشنطن تسيران على 'مسار' للتوصل إلى اتفاق قد يسمح للمملكة بتخصيب اليورانيوم.
ماذا تقول إيران؟
عززت إيران حقها في تخصيب اليورانيوم، واتهمت إدارة ترامب بإرسال إشارات متضاربة.
ونقلت قناة برس تي في الرسمية عن وزير الخارجية عباس عراقجي الذي يمثل إيران في المحادثات النووية قوله 'إن برنامج التخصيب الإيراني هو مسألة حقيقية وصادقة، ونحن مستعدون لبناء الثقة فيما يتعلق بالمخاوف المحتملة، ولكن قضية التخصيب غير قابلة للتفاوض'.
وحددت طهران 'خطوطها الحمراء' في المحادثات، بما في ذلك 'لغة التهديد' من جانب إدارة ترامب و'المطالب المبالغ فيها بشأن البرنامج النووي الإيراني'.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن على الولايات المتحدة أيضاً الامتناع عن إثارة قضايا تتعلق بصناعة الدفاع الإيرانية، في إشارة على الأرجح إلى برنامجها الصاروخي الباليستي، الذي يعتبره حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تهديداً لأمنهم.
وفي غضون ذلك، تعاملت القيادة الإيرانية العليا مع المحادثات بحذر شديد.
وفي أول تعليق له على هذه القضية، قال خامنئي إن طهران 'ليست مفرطة في التفاؤل ولا مفرطة في التشاؤم' بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة.
ما العقبات الأخرى المحتملة؟
إلى جانب المحادثات رفيعة المستوى بين عراقجي وويتكوف، السبت، ستبدأ الفرق الفنية بصياغة تفاصيل اتفاق محتمل.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، يوم الخميس، بأن مايكل أنطون، رئيس تخطيط السياسات في الوزارة، سيرأس الفريق الفني من الجانب الأميركي.
وقال مصدر مطلع لشبكة CNN إن الفريق سيتألف من حوالي 12 خبيراً على مستوى العمل من مختلف الوكالات الحكومية الأميركية، وسيناقش تفاصيل أكثر تفصيلاً حول مسار اتفاق نووي جديد، مثل تخفيف العقوبات المحتمل والقيود المفروضة على البرنامج النووي الإيراني.
وإلى جانب مسألة التخصيب، قد تظهر تعقيدات بما في ذلك المطالبة بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل 'على غرار ليبيا'، كما سعت إسرائيل، على حد قولها.
فككت ليبيا برنامجها النووي 2003 أملاً في بدء عهد جديد من العلاقات مع الولايات المتحدة بعد حظرها النفطي الذي استمر عقدين على نظام معمر القذافي.
وبعد تخلّيها عن برنامجها النووي، انزلقت ليبيا في حرب أهلية عقب انتفاضة في 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي أطاحت بنظام القذافي وأدت إلى مقتله ولطالما حذّر المسؤولون الإيرانيون من رفض أي اتفاق مماثل منذ البداية.
كان لاتفاق عام 2015 تاريخ انتهاء صلاحية، ينتهي في أكتوبر/ تشرين الأول 2025 ما لم يُقرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلاف ذلك.
أين تقف إسرائيل؟
لطالما كانت إسرائيل من أشد المؤيدين لتفكيك إيران لبرنامجها النووي بالكامل حتى لا تتمكن أبداً من امتلاك قنبلة نووية.
وكانت مصادر مطلعة على الأمر قد صرحت لشبكة CNN سابقًا بأن أنباء المحادثات النووية الأميركية الإيرانية 'بالتأكيد لا تروق' لإسرائيل، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو قد أُبلغ مسبقاً بالمفاوضات أو ما إذا كان قد تم التشاور معه.
والصفقة الوحيدة التي قد يعتبرها نتنياهو مقبولة هي صفقة نووية على غرار ليبيا.
وذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأسبوع الماضي أن ترامب منع إسرائيل من ضرب المواقع النووية الإيرانية في موعد أقصاه الشهر المقبل لإتاحة الفرصة للمحادثات مع طهران للاستمرار.
ولم ينفِ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صحة التقرير، بل أكد أن تصرفات إسرائيل أعاقت البرنامج النووي الإيراني.
ورداً على التقرير، قال ترامب: 'لن أقول إنني منعتها'، لكنني 'لست مستعجلاً للقيام بذلك لأنني أعتقد أن لدى إيران فرصة لبناء دولة عظيمة والعيش بسعادة دون موت'.
Subscribe to our kataeb.org Youtube Channel