أثار القرار الصادر عن مديرية تربية السويداء بإيقاف الدوام المدرسي حتى إشعار آخر، تبايناً في وجهات النظر في المحافظة، بين من رأى أن تعطيل الدروس سيسبب المزيد من الإرباك للطلاب، وبين من يرى أنه مبرر نظراً للظروف الأمنية في المحافظة.

وأعلنت مديرية تربية السويداء تعليق الدوام بكافة المدارس والمعاهد اعتباراً من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر، مستندة على بيان الحرس الوطني الذي اتهم القوات الحكومية باستخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ ما وصفه بالعمليات العدائية «بعضها استهدف مناطق مأهولة بالقرب من المدارس، ما يشكل تهديداً مباشراً لحياة وسلامة أبنائنا الطلاب وعليه يعلق الدوام المدرسي مؤقتاً، وذلك حرصاً على أمن الطلاب وسلامة الكوادر التعليمية».

وعادت مديرة التربية لتوضح أن تعليق الدوام لا يشمل تأجيل امتحانات الثانوية المقررة يوم الثامن من شهر تشرين الثاني القادم، مطالبة الطلاب بالتحضير الجيد لها.

إيناس أم لطفلين ارتاحت للقرار، ووجدت بعض الطمأنينة لأنها لم ترسل طفليها للمدرسة اليوم.

القرار الذي أثار مخاوف العديد من الأهالي وخلق حالة من الجدل في الأوساط التعليمية، يبدي المعلم المتقاعد 'خالد' تخوفاً من نتائجه، خصوصاً أنه يأتي بعد عام كامل لم يتلقَّ خلاله الطلاب سوى القليل من الحصص الدراسية نتيجة الأوضاع الأمنية.

وأضاف المعلم لـ'سناك سوري': «العام الفائت كان آخر عام لي في المدرسة قبل التقاعد وأتذكر أن الطلاب انقطعوا لفترات طويلة عن الدوام وفي كل مرة كنا نقيس الفاقد التعليمي الكبير الذي لم يعوض إلى الآن وكيف سيكون عليه الوضع بعد التوقف الحالي».

المعلم 'خالد' أبدى تخوفاً من نتائج القرار، خصوصاً أنه يأتي بعد عام كامل لم يتلقَّ خلاله الطلاب سوى القليل من الحصص الدراسية نتيجة الأوضاع الأمنية

أما 'ايناس' 33 عاماً ووالدة لطفلين في الصف الثاني والآخر بالخامس الابتدائي، وجدت في القرار حماية لأطفالها، وأضافت لـ'سناك سوري'، إنها كانت خائفة من إرسالهما اليوم إلى المدرسة بعد تسلل درونات إلى المحافظة مساء أمس الثلاثاء، مشيرة أنها شعرت بالطمأنينة قليلاً لأنها لم توصلهما للمدرسة صباح اليوم.

أما نائل طالب شهادة ثانوية فقد عاد إلى حالة القلق التي عاشها طوال العام الدراسي واستمرت مع التأجيل الثاني للامتحانات، وأضاف أنه قرأ بيان مديرية التربية بعدم تأجيل امتحانات الثانوية، إلا أنه لا يشعر بالارتياح ولن يتخلص من حالة الترقب والقلق حتى تنتهي الامتحانات.

واستعرض 'نائل' الظروف التي مرّ بها، حيث لم يستطع سوى تقديم امتحان الفيزياء شهر تموز الفائت لتنفجر الأحداث الأمنية، وما تلاها من انتهاكات ومجازر والدمار النفسي الذي شعر به مع عائلته وجيرانه وأصدقائه، وقال: «نحن طلاب الريف الغربي الذين هجرنا من قرانا عانينا الأمرين حتى حصلنا على كتب ومستلزمات الدراسة ولا نعلم إذا كانت الأمور ستسير بوضع جيد».

نائل طالب شهادة ثانوية فقد عاد إلى حالة القلق التي عاشها طوال العام الدراسي واستمرت مع التأجيل الثاني للامتحانات.

'نهال' مدرسة رياضيات شعرت بالضيق من القرار الذي سمعت به بينما كانت تحضر لدروسها اليوم في المدرسة، وقالت إنه «متسرع وله مخاطر كبيرة على العملية التربوية، فكل ما تعرضنا له خلال الأشهر الثلاثة الماضية من 'الاجتياح والتهجير' خطر لكن آثاره الأخطر وقعت على العملية التربوية بداية من التضييق على المعلمين وعدم الحصول على الرواتب من قبل الحكومة والمماطلة على حساب المعلم واليوم إيقاف الدوام الذي يهدد مستقبل كل طلابنا ويفقدهم حقهم في التعليم».

تتساءل المعلمة: «هل يعقل أن يبقى طلابنا ضحية للأوضاع الأمنية والسياسية التي لم ترحمهم وهذا مؤشر خطير للمستقبل المتوقف مهما حاولنا ايجاد المبررات وما عاشه طلابنا واقع فُرض على هذه المنطقة وإيقاف الدوام لايقل خطورة عما سبق».

نهال معلمة رياضيات وصفت القرار بالمتسرع وله مخاطر كبيرة على العملية التربوية، ولا يقل خطورة عن الأوضاع الأمنية.

وفي الأسابيع الأخيرة، نفّذ عدد من المدرسين والطلاب وقفات احتجاجية أمام مديرية التربية، طالب خلالها المعلمون بصرف رواتبهم المقطوعة منذ أربعة أشهر، فيما دعا الطلاب إلى ضمان حقهم في التعليم.