اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
اعتبر الأب نجيب بعقليني أن 'عيد الميلاد يرمز إلى العطاء المجاني وإلى التواضع، فكما الرب يسوع تواضع وولد في مذود حقير ليلتقي بالإنسان، على الإنسان أن يتواضع ليلتقي الله'.
واشار بعقليني في حديث إلى تلفزيون لبنان الى أن 'عيد الميلاد بالنسبة إليه يمثل المغارة، كما رأى في طفولته، وهو ما يزال يشعر به في قلبه اليوم'، معبًرا عن 'أمله في أن تساعد الفرحة والزينة والبهجة والتراتيل والصلوات والأضواء على العودة إلى الذات'. ولفت الى ان 'الميلاد وقفة أمام الذات ومع الله لتجديد العلاقة مع الله وأخ الإنسان، التي تشوبها أحيانًا التوترات والغضب والضعف والصراع والأنانية والتسلط والشك وعدم الاهتمام والرفض'.
ورأى بعقليني أن 'الإنسان قادر على أن يكون قديسًا عندما يتبع تعاليم يسوع المسيح، متغلبًا على طبيعته البشرية بالقوة التي يمنحه إياها الله'. وبيّن أن 'الميلاد هو ولادة يسوع المسيح في قلب الإنسان من أجل الإنسان، وأن الزينة الخارجية والأحداث المبهجة ليست بديلة عن جوهر الميلاد، بل تدعم العودة للإيمان والتوبة'.
وأشار إلى أن 'الذين لم يلتقوا بالرب يسوع يعيشون في الحزن والإحباط والخوف، بينما المسيحي لديه الرجاء ويستطيع التطلع إلى المستقبل بثقة'، معتبراً أن الميلاد يعلم التواضع والمحبة والتسامح.
وتحدث بعقليني عن سبب ولادة يسوع بمذود فقير ومهمش، موضحًا أن 'ذلك ليكون قريبًا من كل الناس، المهمشين والفقراء والأغنياء أيضًا، وأن التواضع مهم اليوم للابتعاد عن حب الظهور والسلطة والمال'، مؤكداً أن يسوع جاء ليعطينا المحبة ويقف في وجه المتسلطين ويدعو للتغيير.
ولفت إلى 'الدور المهم لمريم العذراء، التي قالت 'نعم' وساهمت في ولادة يسوع لتقديم الفرح والخلاص للإنسان'، معتبرًا أن 'حضورها ضروري لتحقيق التجسد'. وأكد أن الفرح الحقيقي في عيد الميلاد ينبع من السلام الداخلي من يسوع المسيح ومن العطاء المجاني للآخرين، وخاصة للفقراء والمرضى والمحتاجين.
كما ذكر ان 'جمعيته 'عدل ورحمة' تعمل مع نزلاء السجون والمدمنين على المخدرات لمساعدتهم وإعادة تأهيلهم ليدمجوا في المجتمع مجددًا'، معبرا عن 'أسفه لتدهور أوضاع السجون بسبب الاكتظاظ وعدم الاهتمام على مدى السنوات الماضية، رغم وجود بعض التحسن بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة'.
وأكد أن 'مساحة الإيمان واسعة في السجن، حيث يعود الشخص إلى الله ويتمنى التوبة والعدالة، وأن الألم يمكن أن يتحول إلى معنى وفرح عند تحمل الصليب بتعاون مع الآخرين'. وأضاف أن الولادة من جديد هي داخلية، نابعة من الإيمان والتوبة والمحبة، وأن الإنسان يتجدد يوميًا من خلال المحبة والتسامح والتعاضد مع الآخرين.
وختم الأب بعقليني بالقول إن قرب الإنسان من الله يعني قربه من عيد الميلاد، وأن البعيد عن الله وعن أخيه الإنسان يبتعد عن جوهر الميلاد، وأن الإنسان يحدد موقعه من الميلاد من خلال أفعاله وممارساته. وأكد أن العيد يذكر بالأحباء المتوفين والمتألمين، ويعطي الرجاء لتحويل الشر إلى خير والضعف إلى قوة، مع الإشارة إلى دعوة البابا فرنسيس والبابا لاوون الرابع عشر للأمل والرجاء، ودعوة اللبنانيين للعودة إلى الذات والتعاليم السماوية لبناء وطن على قيم ومبادئ إنسانية وأخلاقية ودستورية.
كما شدد على 'أهمية العيش معًا في لبنان، حيث يصنع الإنسان مع الإنسان الحياة المشتركة'، مؤكدًا أن 'عيد الميلاد يحمل معاني الفرح والرجاء والسلام الداخلي وفرصة لتعزيز المحبة والعدل والكرامة في المجتمع'.











































































