الكاتب: نبيل عمرو

في مؤتمره الصحافي الأخير، شنّ نتنياهو هجوماً قوياً على قطر، معلناً أن الكنيست بصدد إصدار تشريع يعتبرها دولة عدوّة.

أسباب نتنياهو لإعلان ذلك، ليس فقط لتبرئة نفسه أمام الاتهامات المثبتة عليه بالوقائع، حول حمله حقائب المال القطري على كتفيه وإيصالها لحماس في غزة، وليس لحماية فساد مكتبه الذي تلقى المسؤولون فيه مالاً قطرياً لقاء خدمات معينة، فيما يوصف بقطر جيت، وإنما لإنهاء الوساطة التي تلعب قطر دوراً أساسياً إلى جانب مصر والولايات المتحدة.

وإذا ما نُظر للصورة من كل جوانبها خصوصاً فيما يتصل بفهم نتنياهو للوساطة، وكيفية تعامله معها، فتبدو الأمور أكثر من واضحة فهو يتلاعب بالوساطة، كونه يراها عاملاً مساعداً لإنجاح خططه بشأن غزة، فالوساطة بالنسبة له عملٌ يحتاج إلى التظاهر بالجدية في التعامل معها، في حين تقويمه الحقيقي لها أنها توفر له مظهر مرونة يحتاجها في مجال الدعاية والعلاقات العامة، فهو يراها غطاءً ولو شفافاً لمواصلة عمله العسكري وتصعيده وتوسيعه، فمن ينظر ببعض جدية للوساطة، لا يفتح النار على قطر بينما وفده فيها، مع أن الوفد لو بقي هناك أو عاد إلى إسرائيل فهو في الأساس مجرد أشباحٍ لا دور لهم ولا تفويض ولا حتى مشاركة ولو شكلية في المفاوضات.

كيف سيكون الرد القطري على هذا التصعيد من جانب نتنياهو؟

مبدئياً كان بتحميله مسؤولية إفشال الوساطة، ولا أحد يعرف هل ستظل اللعبة ماضية وفق قواعدها القديمة، أم أن جديداً دراماتيكياً يمكن أن يُرى ويُعرف؟

الوسطاء العرب حاملو الملف منذ البداية أدرى بما يتعين عليهم أن يفعلوا أو لا يفعلوا، مع الإقرار بجدية مواقفهم وسياساتهم تجاه وقف الحرب وإنقاذ أهل غزة، من نزيف الدم والدمار الذي لا يتوقف.

فنحن كفلسطينيين أصحاب الدم، وكعرب نتمنى لأشقائنا المصريين والقطريين نجاحاً بما يسعون إليه بالوساطة أو من دونها.