اخبار لبنان
موقع كل يوم -نافذة العرب
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
اختتم وزير الاقتصاد والتجارة عامر بساط مهرجان “سلّم عَ طرابلس” في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، مؤكّدًا في كلمة له أن “طرابلس هي مدينة الروح والتاريخ والناس الطيبين والطاقات الحقيقية”، وقال: “أنا اليوم لا أشارك كوزير، بل كمواطن لبناني فخور بمدينة اسمها طرابلس، المدينة التي تستحق أن تكون على خارطة المهرجانات والسياحة الداخلية. لا نريد تسليط الضوء على تاريخها فحسب، بل على مستقبلها أيضًا، فهي ليست فقط مدينة الشمال، بل مدينة لكل لبنان، فيها من التاريخ ما يملأ كتبًا، ومن المستقبل ما يكفي ليُوصف بالأمل”.
وأضاف: “رغم كل التحديات، ما زالت طرابلس تُنتج، تُعلّم، وتستقبل الناس بالمحبة والشهامة. ومن هذا المنطلق، نؤمن في وزارة الاقتصاد والتجارة بدورها كمركز إشعاع اقتصادي وثقافي وسياحي، ونحن مصمّمون على العمل معًا لتحقيق هذا الموقع. لا نريد لطرابلس أن تبقى منسية، بل أن تبقى حاضرة، ليس فقط على الخريطة الجغرافية، بل على الخريطة السياحية والثقافية والوطنية”.
وتابع: “من قلب معرض رشيد كرامي الدولي، نختتم اليوم مهرجان “سلّم عَ طرابلس”، لكن فعليًا، هذا ليس ختامًا، بل بداية. بداية لصيف حيوي، متنوع، مليء بالثقافة والفرح والتفاعل. هذا المهرجان لم يكن مجرّد فعالية، بل نبضة حياة، ودليل على أن طرابلس قادرة على أن تفرح وتُبدع وتجمع. أحيّي من كل قلبي القيمين عليه، من Aura Media، السيدة آية موسى والسيد عاصم حمزة، وكل من عمل وساهم في هذه الصورة المشرفة. كما أشكر الزوار من كل المناطق الذين جاؤوا ليؤكّدوا أن طرابلس تستحق. مثل هذه الفعاليات لا تُفرح فقط، بل تنشّط الاقتصاد، وتحرّك العجلة الإنتاجية، وتخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، لا سيما للشباب. فرغم كل الصعوبات، نحن مؤمنون أن رأس المال البشري اللبناني هو المحرك الأساسي لاقتصادنا، وسيبقى في صلب أي خطة نهوض، لأن طاقتنا البشرية هي أثمن ما نملك”.
وأردف: “يمرّ لبنان بمرحلة دقيقة، إذ تعرّض خلال السنوات الست الماضية لصدمات مدمّرة من انهيار مالي غير مسبوق، وشلل سياسي، وحرب شرسة، ما دفع باقتصادنا إلى مستوى إنتاجي مأساوي. وفي هذا السياق، تعمل حكومة الرئيس نواف سلام على تنفيذ إصلاحات مالية ومؤسساتية وقطاعية تهدف إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات السبع المقبلة. وقد يتساءل البعض: هل يمكن تحقيق هذا النمو؟ جوابي: نعم، لأن لبنان يملك ميزات تفاضلية مهمّة، أبرزها موقعه الجغرافي، وقطاعه الخاص، واغترابه الغني. لكن ما نراهن عليه فعلاً هو رأس المال البشري، أنتم. فالكفاءة والقدرة والمهارات هي أهم ما نملك، وهي ميزتنا التنافسية في هذا العالم المتحول. ومن هذا المنطلق، فإن الثقافة والسياحة ليستا مجرّد نشاط نُكرّمه، بل حاجة وطنية اقتصادية وجودية”.
ولفت إلى أن “معرض رشيد كرامي الدولي، الذي صمّمه المهندس العالمي أوسكار نيمايير، هو معلم معماري وثقافي واقتصادي من الطراز الأول، كان حلمًا بدأ منذ ستينات القرن الماضي، لكن الظروف جمّدته. اليوم، استعاد المعرض نبضه، ونذكّر الجميع بأنه ملك عام وإرث وطني، ومن واجبنا الحفاظ عليه. ومن موقعنا في الوزارة، اتخذنا ثلاث خطوات عملية: أولًا، نحن على وشك تشكيل مجلس إدارة جديد يتولّى تفعيل المشاريع الحيوية وإعادة تنشيط المعرض. ثانيًا، نسعى لإعداد خطة تأهيل شاملة، مكلفة، ونعمل بدعم من اليونيسكو لجمع التمويل اللازم لها، وقدّمنا الشكر لوضع المعرض على لائحة مواقع التراث العالمي. ثالثًا، نهدف إلى تفعيل منشآت المعرض، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالتنسيق مع القطاع الخاص، ونحن نبحث عن شراكات حقيقية مع المؤسسات الثقافية المحلية والدولية لتفعيل هذا الصرح”.
وختم: “مهرجان “سلّم عَ طرابلس” هو أول الطريق، أول فعالية من سلسلة نشاطات ستمتد طوال الصيف في المدينة. صيف طرابلس بدأ، وإن شاء الله لن يتوقف. سيكون هناك حفلات، عروض، لقاءات، أسواق، معارض، ومناسبات تُعيد الحياة إلى المدينة وتدفع الناس لزيارتها والعيش فيها. لبنان لا يزال قادرًا على أن يفرح، وطرابلس لا تزال قادرة أن تُبدع، والمعرض سيعود ليُضيء. دعونا نكمل سويًا، نعمل سويًا، ونحلم سويًا. شكرًا من القلب، ونلتقي قريبًا في المحطة المقبلة… أيضًا هنا، في طرابلس”.
المصدر: imlebanon