اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٧ حزيران ٢٠٢٥
دطهران أخطأت.. واستعدوا جيداً
محذراً من “العودة إلى الوراء مئات السنين” وفي أول إطلالة بعد اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل.. خصص رجل الدين البارز جلال الدين الصغير خطبته قبل ساعات للحديث عن توقعاته حول علاقة ما يجري بقرب ظهور الإمام المهدي من الغيبة وحلول نهاية الزمان، وهي الشؤون التي يختص بها بشكل عميق منذ سنوات ويعتمد على تفسيراته للإرث الإسلامي الثري بهذا الشأن لاسيما التراث الشيعي، مؤكداً قرب وقوع “أحداث ساخنة ومصيرية”.
وكان الصغير قد كرر مراراً في إطلالات سابقة ومبكرة، عدم تفاؤله بإمكانية إحراز تقدم في المفاوضات النووية حتى حين كان الطرفان يعلنان إحراز تقدم، وذلك بناءً على إشارات تمكّن من تفكيكها بين سطور الروايات الدينية، وهو الرأي نفسه الذي يقول به مرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، حيث تقبّل العودة للمفاوضات على مضض، وقد تحققت نبوءة الصغير بالفعل، كما توقع خلال المحاضرة الأخيرة التي تم تصويرها قبل قصف إسرائيل، أن تبدأ إيران بقصف المناطق المدنية الإسرائيلية كجزء من الرد المتناسب على الهجمة، وهو ما حصل أيضاً.
وعلى فرض انطباق حسابات الصغير الروائية فإن الحرب المندلعة ستمتد 3 أو 7 أيام، وتنتصر فيها إيران وتتمكن من إضعاف إسرائيل إلى الحد الذي يدفع الأميركان للنزول برياً في إسرائيل لحمايتها، ومع هذا، ينتصر أهل الرايات المشرقية (إيران) ويسلمون الراية إلى الإمام المهدي. وكشف عن خدعة تعرض لها الإيرانيون حين شعروا بالاسترخاء بسبب اطمئنانهم لبقاء الطائرات الأميركية في قواعد المنطقة قبل الضربة، وعسكرياً.. أكد أن الطائرات الإسرائيلية قصفت إيران من العراق، ونادراً ما دخلت إلى الأجواء الإيرانية.
أما بالنسبة للعراق، فقد شدد الصغير على ضرورة الاستعداد، لكنه أشار إلى أن الأمر قد لا يتعلق بالقتال “لأنها ربما ليست جبهتنا المباشرة”، بل بالكتابة واللسان والدعاء، وطالب بعدم تعليق احتفالات عيد الغدير، ونصح بالاحتفال لكن بمضامين ولائية وتدعو للثبات، محذراً من “أننا مقبلون على أحداث ساخنة ومصيرية (..) فإما أن نتقدم خطوة باتجاه الغدير أو أن نعود 100 عام إلى الوراء”.
ورغم انشغال العالم بنذر الحرب الإقليمية، لم يوفر الصغير الفرصة، وجدد مهاجمة تظاهرات تشرين الأول عام 2019، ووضعها في سياق جواسيس إسرائيل، ووصف معارضيه بالجيوش الالكترونية، بعد أن تلقى تعليقات انتقدت دعوته لتشكيل جيوش الكترونية بناء على فتوى الخامنئي بإعلان جهاد التبيين في وسائل التواصل الاجتماعي.
وبشأن قراءاته السياسية، قال الصغير إن أفكاره تم عرضها على الذكاء الاصطناعي، وقد أجاب التطبيق بأن “تلك الأفكار تشبه ما يذهب إليه مُنظّر الواقعية السياسية جون ميرشايمر”، خاصة “حين قلت أن التفاوض ليس من مصلحة أميركا، وأن الأمر سينتهي إلى صدام، وما جرى مقارب لتوقعاتي”.
وينوّه الصغير إلى أنه لا يحاول إسقاط الواقع على الروايات ولا العكس، بل يدرس الواقع والروايات كل على حدة، فإن عثر على تشابه، كان ذلك مدعاة للتفاؤل بأننا نعيش الأحداث المقصودة في روايات نهاية الزمان، لكنه يدعو في الوقت نفسه إلى عدم الاستعجال في مطابقة الأحداث مع الروايات بل التريّث ومتابعة ما سيجري في أوروبا.