أشارت صحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية، في تقريرٍ نشرته، إلى أنّ حزب الله يواصل جهوده لإعادة بناء قدراته العسكرية على الرغم من الضغوط الإسرائيلية والأميركية.

ووفق التقرير فإنّ هذه الجهود تشمل تجنيد مقاتلين جدد، وتدريبهم، وتجديد مخزون الأسلحة، مع تهديد ضمني باندلاع صراع مدني لردع أي محاولة من الحكومة اللبنانية لنزع سلاحه.

وقال التقرير إنّ الحزب يحقق تقدمًا ثابتًا في هذه المجالات، خصوصًا في مناطق جنوب نهر الليطاني، حيث دمّرت إسرائيل جزءًا كبيرًا من قدراته خلال الأشهر الأخيرة من 2024.

ولفت إلى أنّه على الرغم من إعلان الحكومة اللبنانية نيّتها نزع سلاح الحزب بحلول نهاية 2025، فإنّ التنفيذ الفعلي محدود جدًا. إذ لم يشهد شمال الليطاني، وسهل البقاع، والضاحية الجنوبية أي تقدّم، ولم يتحرّك الجيش اللبناني في هذه المناطق على الرغم من إدراجها في خطته المقدمة للحكومة. ويعكس ذلك محدوديّة القدرة التنفيذية، إضافةً إلى الخوف من اندلاع حربٍ أهليةٍ محتملةٍ.

وقال التقرير إنّ جهود الحزب تأتي في سياق إقليمي معقد، حيث تواصل شبكات التهريب المرتبطة بإيران نقل الأسلحة من العراق مرورًا بسوريا وصولًا إلى لبنان، على الرغم من سقوط نظام الأسد، وتعمل هذه الشبكات بشكل مستقل عن النظام السابق، ما يتيح استمرار تدفق المواد العسكرية لدعم إعادة بناء الحزب تدريجيًا.

وأشار التقرير إلى أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية خلال 2023-2024 قد دمّرت نحو 80% من قدرات الحزب الصاروخية المتوسطة والطويلة المدى، وأدت إلى مقتل حوالي 5.000 مقاتل وإصابة 7.000 آخرين، إضافةً إلى فقدان قيادات الحزب السياسية والعسكرية العليا. وفي حزيران 2025، حاولت الولايات المتحدة استثمار هذه النجاحات من خلال تقديم حوافز مالية وتهديدات بالعقوبات للحكومة اللبنانية لتشجيعها على نزع سلاح الحزب نهائيًا، بما يمكّن من ضخّ استثمارات خليجية عاجلة في لبنان. ومع ذلك، لم يحدث نزع سلاح شامل، ويظلّ الحزب يُعيد بناء بنيته العسكرية تدريجيًا. وصحيح أنّ تهديداته ضمنية لكنّها واضحة، كما عبّر عنها أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بالقول إنّ لبنان 'لن يكون له حياة إذا حاولتم مواجهتنا وإبادتنا'، في تهديد مباشر وضمني بالحرب الأهلية.

وقال التقرير إنّ إسرائيل، في المقابل، تظلّ اللاعب الأساسي في مواجهة إعادة تسليح الحزب، فيما الحكومة اللبنانية غير قادرة على تنفيذ إجراءاتها بشكل فعّال.