يعتمد سكان محافظة الحسكة وأجزاء واسعة من محافظتي دير الزور والرقة في اتصالاتهم بشبكة الإنترنت على خطوط مزوّدة من شمال العراق، في ظل انقطاع أو ضعف الشبكات المحلية السورية منذ سنوات، نتيجة الظروف الأمنية والتجاذبات بين القوى المسيطرة في المنطقة.

وتعد هذه الخدمة، رغم كونها متوفرة نسبياً، مرتفعة التكلفة مقارنة بخدمة الإنترنت السورية الحكومية، ما يشكّل عبئاً مادياً إضافياً على السكان، خاصة مع تدني الدخل وتراجع القدرة الشرائية.

إلا أن المعضلة لا تقف عند الجانب الاقتصادي فقط، إذ يعاني المستخدمون من صعوبة في الوصول إلى عدد كبير من المواقع السورية، وخصوصاً الرسمية منها، حيث تُعتبر هذه المواقع محجوبة تلقائياً عبر شبكة الإنترنت العراقية، ما يضطر المستخدمين إلى تحميل تطبيقات كـ 'VPN' لتجاوز الحجب، في سبيل تصفح مواقع الوزارات والجهات العامة السورية أو إنجاز معاملاتهم الإلكترونية.

هذا الواقع يحرم الأهالي من حقهم في الوصول الحر والمباشر إلى المعلومات والخدمات الرقمية، ويضعف من فعالية المبادرات الحكومية السورية الخاصة بالتحول الرقمي، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تسهيلات إلكترونية نتيجة تردي الخدمات التقليدية.

حجي المسواط