‎تشهد العلاقات الأميركية الإسرائيلية تبايناً ملحوظاً في مقاربة الملفات الإقليمية، لا سيما في ما يتعلق بالحرب في قطاع غزة. ففي الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى إنهاء الحرب ضمن رؤية شاملة لإعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط، تصطدم هذه الجهود بتعنّت إسرائيلي نابع من تركيبة الحكومة اليمينية ومصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الداخلية.

‎وفي هذا السياق قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية حسن حجازي إن الإدارة الأميركية حالياً تسعى إلى استكمال عملية إقفال الملفات في المنطقة، ولديها رؤية تفيد بأن هناك مصلحة في إنهاء الحرب.

‎وتابع حجازي وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة حالياً لإنهاء الحرب، نتيجة تركيبتها الداخلية والدور الذي تلعبه أحزاب اليمين داخل الائتلاف الحكومي.

‎

وأضاف أن الرؤية الأميركية هي رؤية أشمل، ترتبط بإعادة ترتيب الملفات في المنطقة، بما في ذلك التوجه نحو تسوية مع الجانب الإيراني، والدفع باتجاه اتفاق استراتيجي مع السعودية، وربما ضمّها إلى مسار التطبيع. إلا أن هذه الرؤية تصطدم بالتعنت الإسرائيلي والاعتبارات الخاصة برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على الصعيد الداخلي، ما قد يورّط الولايات المتحدة في بعض الملفات كما حصل في الملف اليمني، ويضرّ بمصالحها في ما يتعلق بالعلاقة مع إيران، وعقد الشراكة مع السعودية، والسعي لضمان استقرار المنطقة بما يحفظ المصالح الأميركية ويديم دعمها لإسرائيل.

وشدّد حجازي على أن هذا التعنّت الإسرائيلي، وإصرار نتنياهو على توجيه السياسة الأميركية لخدمة مصالح الاحتلال، يعمّق التوتر في العلاقة بين الطرفين.

وقال حجازي: 'نعم، هناك مسعى أميركي لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وطرح بديل لحماس، وهو مشروع لا يختلف كثيراً عن المشروع الإسرائيلي، لكنه يهدف إلى إنهاء الحرب ضمن حسابات أميركية'. إلا أن حسابات نتنياهو لا تسمح بإنهاء الحرب، خصوصاً في ظل استمرار حماس كقوة سياسية وعسكرية فاعلة.

وأوضح أن هناك خلافات تكتيكية بين واشنطن وتل أبيب، لكنها لا تؤثر على جوهر العلاقة، فالولايات المتحدة لن تتخلى عن علاقتها بإسرائيل. ومع ذلك، هناك تباين في الرؤية حول مقاربة بعض الملفات، ومنها ملف الحرب في قطاع غزة.

‎واشنطن تضغط لوقف إطلاق النار في غزة… ورسائل مباشرة لـ'إسرائيل' قبيل زيارة ‎مرتقبة للرئيس الأميركي

في تطور سياسي لافت، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تلقت رسالة من الإدارة الأميركية تفيد بتفضيل واشنطن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بدلاً من شن عملية عسكرية شاملة.

ونقلت الصحيفة عن مصدر في الحكومة الإسرائيلية أن المسؤولين الأميركيين أوصلوا رسالة مفادها: 'لا تفاجئونا قبل زيارة الرئيس الأميركي المرتقبة للمنطقة.' ويُنظر إلى هذه الرسالة كتحذير واضح من أي تصعيد قد يهدد الاستقرار الإقليمي أو يحرج واشنطن سياسيًا في ظل توتر متزايد في المنطقة.

المصدر: موقع المنار