أكد رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط رفضه القاطع لطرح تقسيم بلدية بيروت، معتبراً أنه 'مرفوض شكلاً ومضموناً'، لأنه يتعارض مع هوية العاصمة كنموذج لوحدة النسيج اللبناني. وفي حديث لـ'المركزية'، قال عريمط: 'بيروت ليست بحاجة إلى ثقافة التقسيم والمحاصصة، بل إلى ثقافة المواطنة والعمل الجماعي للخروج من الخنادق المذهبية التي دمرت البلاد وأرجعت لبنان مئة عام إلى الوراء'.

وشدد على أن طرح التقسيم في كل موسم انتخابي هو 'عمل شعبوي لتحقيق مكاسب آنية لا تخدم العاصمة ولا أهلها'. وأضاف أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن بعده الرئيس سعد الحريري، ثبّتا مبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، رغم التغيرات الديموغرافية، لأن 'بيروت هي رسالة العيش المشترك وقيام الدولة الوطنية العادلة'.

وفي مقاربة للمطالب الحياتية، لفت عريمط إلى أن المواطن اللبناني يريد خدمات بلدية فعلية كتحسين الحدائق والنظافة وحل أزمة السير، وليس مهاترات طائفية. وقال: 'لا يهم المواطن مَن يقدّم هذه الخدمات، بل أن تُقدَّم بكفاءة وإخلاص، بعيداً عن الانتماءات الطائفية'.

وتابع: 'ما يُطرح اليوم هو محاولة لإلهاء اللبنانيين، وأبناء العاصمة خصوصاً، عن المشكلة الأساسية المتمثلة بالسلاح غير الشرعي والمشروع الصفوي الإيراني، والخطر الصهيوني على كيان الدولة'.

وحذّر عريمط من العودة إلى الخطاب الطائفي، معتبراً أنه 'رسالة مشبوهة توحي بأن لبنان ليس مؤهلاً لحكم نفسه ويحتاج إلى وصاية'. وسأل: 'هل يريد هؤلاء الترويج لفكرة أن لبنان لم يبلغ سن الرشد بعد؟'.

وفي ما يتعلق بالحديث عن الخلل في المناصفة بسبب التبدلات السكانية، أعاد التذكير بقول الرئيس رفيق الحريري 'أوقفنا العدّ'، مؤكداً أن المطلوب هو مجلس بلدي متماسك بعيد عن الطائفية، يعمل وفق ثقافة المواطنة لا المحاصصة.

وختم القاضي عريمط بنداء صريح إلى اللبنانيين: 'كفى مزايدات. ارحموا لبنان. عودوا إلى وطنيتكم وثقافة المواطنة، وتخلصوا من المشاريع التي تخدم أعداء هذا الوطن. لبنان لا يحتاج إلى شعاراتكم، بل إلى الاستقرار والأمن والوحدة والسلام'.