اخبار لبنان
موقع كل يوم -إذاعة النور
نشر بتاريخ: ٢٨ كانون الأول ٢٠٢٥
سجّلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأحد، محطةً جديدة في مسيرتها العلمية الرائدة في قطاع الفضاء، مع إطلاق ثلاثة أقمار صناعية محلية الصنع: «طلوع-3» و«ظفر-2» و«كوثر-1.5» من قاعدة فوستوتشني الفضائية في روسيا.
وأتت الخطوة لتؤكد مكانة إيران ضمن نادي الفضاء العالمي، بوصفها إحدى الدول المعدودة التي تمتلك دورة تكنولوجيا الفضاء الكاملة، ويحسب هذا الإنجاز كثمرةَ عقودٍ من الجهد المتواصل لعلماء إيران، وتضحيات قادةٍ وشهداء.
وبعد دقائق من عملية الإطلاق، أكدت الشركة الروسية أن صاروخ 'سويوز' أطلق بشكل طبيعي، وأنه سيقذف الأقمار الصناعية الثلاثة في مداراتها المحددة وفق البرنامج المخطط له.
وحسب ما أعلن نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، رئيس معهد أبحاث الفضاء الإيراني 'وحيد يزديان'، فإن الأقمار الصناعية الثلاثة التي أطلقت اليوم من القاعدة الروسية هي أقمار استشعار عن بعد جرى تصنيعها بالكامل من قبل القطاع الخاص.
واضاف 'يزدانيان' : إن الأقمار الصناعية الاستشعارية تقوم بإرسال بيانات تصويرية بدرجات دقة تتراوح بين 15 مترا وأقل من 5 أمتار؛ مبينا أنه يمكن استخدام هذه البيانات في الأنشطة والمجالات المختلفة داخل البلاد.
وأشار إلى استخدام هذه الصور في مجالات الزراعة وإدارة الموارد المائية والبيئة؛ مضيفا أن هذه الأقمار الصناعية الثلاثة ستنضم إلى منظومة الأقمار الصناعية المحلية التي جرى إطلاقها حتى الآن.
وأوضح رئيس معهد أبحاث الفضاء الإيراني، في حديثه عن الفروق بين الأقمار الصناعية الثلاثة التي اطلقت اليوم والنماذج السابقة، أن هذه الأقمار ستوضع على ارتفاع 500 كيلومتر عن سطح الأرض، وهو ما يُعرف بمدار 'ليو' (المدار الأرضي المنخفض).
وأضاف، أن العمر التشغيلي المفيد لهذه الأقمار يتراوح بين عامين و5 أعوام، وهو معيار معتمد عالميا؛ متوقعا بأن يشهد هذا الإطلاق زيادة في عمرها الاسمي وأن تدخل الاقمار الثلاثة الخدمة لفترة تشغيلية أطول.
والقمر الصناعي 'طلوع 3' هو قمر تصويري صغير يعمل على منصة تشغيلية حديثة، صُمم لتنفيذ مهام تصوير بدقة تقل عن خمسة أمتار، وأطلق اليوم الأحد إلى الفضاء من قاعدة فوستوتشني الروسية بالتزامن مع القمرين 'كوثر' و'ظفر 2'. ويزن القمر نحو 150 كيلوغراماً.
ويُعدّ القمر الصناعي 'طلوع 3' أثقل قمر صناعي محلي الصنع أُطلق في إيران حتى الآن، ويتميز باستخدام تقنيات تصوير متطورة، من بينها التصوير المرآوي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، ما يرفع دقة الصور إلى نحو ثلاثة أمتار.
كما يتمتع هذا القمر الصناعي الايراني بقدرات تصحيح المدار وإطالة العمر التشغيلي إلى ما لا يقل عن ثلاث سنوات، مع اعتماد أكثر من 80% من مكوناته على تصنيع محلي، بما يشكّل أساساً موثوقاً لتطوير أقمار تصويرية إيرانية أكثر تقدماً مستقبلاً.
والقمر الصناعي 'كوثر 1.5' هو ثالث قمر صناعي تبنيه الشركة الإيرانية المعرفية 'أميدفضا'، وقد جرى تصميمه عبر دمج قدرات قمري 'كوثر' و'هدهد مع تحسينات كبيرة في مجالي مراقبة الأرض والاتصالات الفضائية.
ويضم هذا القمر، حمولات تصوير متعددة الأطياف (RGB وNIR) ووحدة اتصال لإنترنت الأشياء (IoT)، ما يتيح التصوير المكاني وجمع البيانات من الحساسات الأرضية في آن واحد. وقد صُمم 'كوثر 1.5' لتطبيقات مدنية وتجارية مثل الزراعة الدقيقة وإدارة الموارد المائية وحماية البيئة والبنى التحتية الذكية، وسيُوضع في مدار أرضي منخفض (LEO)، مع الاستفادة من أنظمة حرارية متطورة وروابط بيانات عالية السرعة لدعم الخدمات الاقتصادية القائمة على البيانات.
اما القمر الصناعي 'ظفر 2'، فهو قمر إيراني الصنع مخصص للاستشعار عن بُعد، صُمم وبُني بالكامل في جامعة إيران للعلوم والتكنولوجيا بطلب من منظمة الفضاء الإيرانية، وسيُوضع في مدار أرضي منخفض.
يهدف هذا القمر إلى تعزيز القدرات المحلية في تصميم وتكامل الأنظمة الفضائية وتقنيات التصوير. ويزن 'ظفر 2' ما بين 100 و135 كيلوغراماً، ويتميز بنظام متقدم لتحديد الاتجاه والتحكم ثلاثي المحاور، وكاميرات ملونة متعددة الأطياف بدقة تقارب 15–16 متراً، إضافة إلى أنظمة تخزين وإرسال البيانات وأجهزة قياس الإشعاعات الفضائية.
ويُتوقع أن يوفر 'ظفر - 2'، بيانات عملية في مجالات الزراعة، وإدارة الموارد المائية، والبيئة، وإدارة الأزمات، والتخطيط العمراني، بما يعكس تطور ونضج القدرات الفضائية الإيرانية.











































































