اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الخرطوم - معا- في تطور جديد بخصوص الهدنة في السودان، كشفت تقارير سودانية، عن تسليم الحكومة في بورتسودان، رؤيتها حول الهدنة الإنسانية التي اقترحتها دول مجموعة “الرباعية” في سبتمبر 2025.
وبحسب ما أفاد به ـ“سودان تربيون”، فإن الرؤية سُلّمت لمجموعة العمل الموجودة في القاهرة، والتي تقود التنسيق بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ولكن الرؤية على ما يبدو لم تحمل جديدا، إذ استندت إلى إلى قرارات اجتماع مجلس الأمن والدفاع لبورتسودان الأخير، والمتضمن استمرار الحرب التي اندلعت منتصف إبريل 2023.
وقال مصدر لسودان تربيون، إن مجموعة العمل التي يقودها مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، تلقت ملاحظات بورتسودان المستندة أيضًا على اجتماعات عقدتها الحكومة على مستويات مختلفة.
وكان مجلس الأمن والدفاع لبورتسودان، قد رحّب الأسبوع الماضي، بجهود إنهاء معاناة الشعب السوداني، لكنه أكد في الوقت ذاته على الاستمرار في التعبئة العامة والاستنفار لحسم الصراع عسكريا، فيما أعلنت قوات تحالف سودان التأسيسي، استعدادها للهدنة.
أسباب الرفض
في المقابل، تشير تقارير سودانية، إلى أن سبب رفض الجيش في بورتسودان لمقترح الهدنة، هو إصرار البرهان على تسمية تركيا وقطر كوسيط، وهو ما اعتبره مراقبون، محاولة للتهرب من المساعي الاميركية لوقف الحرب.
في غضون ذلك، تشير تقارير، إلى أن إسلاميي السودان، هم من أقنعوا البرهان بهذا الطلب، من أجل استمرار الحرب، حتى يتمكنوا من إعادة التموضع بشكل منسّق.
'وأكبر فاجعة يمر بها السودان اليوم هي استمرار عبد الفتاح البرهان على رأس القيادة العسكرية والسياسية. هذا الأمر يمضي بالوطن إلى الهلاك، فالدولة منهارة اقتصاديًا، والمؤسسات المدنية مشلولة، والمواطن يعيش في عزلة تامة بين حرب لا يعرف نهايتها'، حسب الناشط السوداني سامي الطيب.
وقال إن البرهان'يقوم بأمر مزدوج؛ إرجاع الإخوان المسلمين للحكم، وفصل ما تبقّى من الوطن. وسردية (بل بس) التي تبناها الرعاع صارت أكبر جسر لهذه المؤامرة.'
وأضاف: 'هذه الحرب لم تكن نتيجة الصدفة، بل تمّت تغذيتها بخطاب كراهية غير مسبوق، فاق في شدته كل ما عرفته المنطقة من قبل. خطاب تجاوز العدو الخارجي إلى كراهية داخلية تأكل جسد الوطن من الداخل، استُخدم فيه الدين والإعلام لتضليل المواطن، حتى صدّق أن الحرب قدر لا مفر منه.'
وأضاف أن'المجتمع الدولي لم يعد ينظر إلى الحرب كصراع داخلي، بل كأزمة تهدد الإقليم كله. بيانات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي أكدت أن الحكم العسكري طريق مسدود، ودعت إلى انتقال مدني شامل يفتح الباب للسلام والعدالة والمحاسبة.' وتابع: 'قامت القيادة بتكوين عشرات المليشيات بعقائد متطرفة وأهداف متباينة، كلها تصب في إطالة أمد الحرب. ميليشيات مثل (درع الوطن) و(كتيبة البراء) وغيرها تعيد للأذهان تجارب دارفور المؤلمة، حين كان الموت يُدار بقرارات من قمة الهرم العسكري.'
ولأن العساكر صاروا رهائن للحركة الإسلامية بحسب سامي، لم 'يعودوا يملكون القرار لوقف النار حتى لو أرادوا ذلك، فاستمرار الحرب أصبح شرط بقائهم في السلطة.'
استنفار مستمر
وتأكيدا على عدم الاكتراث بالدعوات الدولية لإيقاف الحرب، يواصل الجيش في بورتسودان، ما سماه التعبئة والاستنفار، لمواصلة الحرب ضد قوات تأسيس.
وفي هذا السياق، نشر المرصد السوداني الوطني لحقوق الإنسان، مقطعا 'يوثق الممارسات الغير قانونية التي تنفذها الأجهزة الأمنية والمتمثلة في تجنيد المدنيين قسرًا.'
وقال في بيان 6 نوفمبر 2025، إن ذلك يأتي 'بعد إخضاعهم لـ اعتقالات تعسفية واحتجاز قسري داخل مراكز الاحتجاز، حيث يتم اقتاد المعتقلين إلى معسكرات تدريب عسكرية دون أي مسوغ قانوني أو ضمانات إنسانية.'
وشدد على ' أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحظر تجنيد المدنيين وإجبارهم على المشاركة في النزاعات المسلحة، كما تُعدّ شكلًا من أشكال الاختفاء القسري والتعذيب النفسي والجسدي.'
وناشد 'المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية باتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذه الانتهاكات، وضمان الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي.'
وفي سياق متصل، دعا قائد كتائب البراء بن مالك الإخوانية، المصباح أبوزيد طلحة إبراهيم، موظفي ولاية الخرطوم عبر خطاب وجهه إلى والي الولاية للانخراط في الاستنفار والانضمام إلى معسكرات القوات المتقدمة للعمليات، استجابة لتوجيه مجلس الأمن والدفاع الأخيرة.
ودعا قائد الكتيبة المتحالفة مع جيش بورتسودان'جميع منسوبي المؤسسات بمختلف الدرجات الوظيفية إلى الانخراط في الاستنفار والانضمام إلى معسكرات القوات المتقدمة للعمليات، مع الالتزام التام بمتطلبات التجهيز والتدريب والتفويج للانضمام إلى المتحركات لدعم ومساندة القوات المسلحة السودانية “زودا ودفعا بالنفس” والمشاركة المباشرة في العمليات حسب الحاجة.'
أوضاع متدهورة
وتأتي هذه التطورات، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، إذ أصبح ملايين المدنيين هناك، بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ويؤكد أحدث مقتطف من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أأن 21.2 مليون شخص – أي 45% من السكان – يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة فما فوق).
وتشهد المناطق الغربية من السودان – لا سيما شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب كردفان وجنوب كردفان – تدهورًا حادًا في مستويات الجوع وسوء التغذية نتيجة النزاع المستمر وصعوبة الوصول الإنساني. اعتبارًا من فبراير/شباط 2026، يُتوقع أن يتفاقم الجوع مع نفاد مخزون الغذاء واستمرار القتال، حسب برنامج الغذاء العالمي.
وقال رين بولسن، مدير قسم الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة (الفاو): 'رغم التحديات الهائلة، تواصل الفاو وشركاؤها دعم المجتمعات حيثما أمكن الوصول إليها. البذور والأدوات والثروة الحيوانية تمثل شريان حياة لملايين المزارعين والرعاة السودانيين. استعادة الوصول وتمكين الإنتاج الغذائي المحلي أمران أساسيان لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش.'
وفي سياق متصل، 'تُظهر بيانات الفحص أن معدلات سوء التغذية الحاد العالمي (GAM) مرتفعة بشكل مقلق، حيث تتراوح بين 38% و75% في الفاشر، وتصل إلى 29% في كادوقلي، وفقًا للتصنيف المرحلي (IPC).'
وبهذا الخصوص، قالت لوسيا إلمي، مديرة عمليات الطوارئ في اليونيسف: 'إن الجمع القاتل بين الجوع والمرض والنزوح يعرّض ملايين الأطفال للخطر. وغالبًا ما تتحمل الفتيات العبء الأكبر، إذ يواجهن مخاطر متزايدة من سوء التغذية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والانقطاع عن التعليم. الغذاء العلاجي والمياه الآمنة والأدوية والخدمات الصحية الأساسية يمكن أن تنقذ الأرواح – لكن فقط إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب. نحن بحاجة عاجلة إلى التزام الأطراف بالواجبات المنصوص عليها في القانون الدولي، وتوفير الوصول الآمن والمُيسّر وفي الوقت المناسب للعاملين في المجال الإنساني للوصول إلى الأطفال.'

























































