لم يكن نزوح الآلاف من سكان مخيمات طولكرم مجرد أرقام في الإحصائيات، بل كانت معاناة إنسانية تتطلب تضافر الجهود لإغاثتهم ودعم صمودهم.

ومن رحم هذه الأزمة، ولدت مبادرة 'فزعة'، التي أطلقها مجموعة من الشباب المتطوعين في بلدة شويكة، لتمد يد العون للنازحين وتوفر لهم الاحتياجات الأساسية في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها.

تحدث خالد، أحد القائمين على المبادرة، لـ'رايــة' عن بدايات 'فزعة'، مشيرًا إلى أنها انطلقت في البداية كمبادرة فردية صغيرة من ثلاثة أشخاص، عملوا على إدخال المساعدات الأساسية إلى المخيمات قبل تفاقم الأزمة. ومع بدء عمليات التهجير القسري، توسعت المبادرة لتصبح أكثر تنظيمًا، حيث تم فتح مركز استقبال للنازحين في جمعية شويكة، بهدف تسجيلهم وتوثيق احتياجاتهم بطريقة منظمة، ما ساعد في توزيع المساعدات بعدالة وضمان وصولها لمستحقيها.

وأوضح خالد أن المبادرة بدأت بمساعدة 670 عائلة، تضم حوالي 5300 نازح، وانتشرت سريعًا بعد أن لقيت تفاعلًا واسعًا من المجتمع المحلي.

'فزعة' حملات متواصلة لدعم النازحين

تحولت 'فزعة' من مجرد مبادرة طارئة إلى سلسلة حملات إنسانية متواصلة، بدءًا من 'فزعة الـ1000 فرشة'، التي جاءت استجابة لاحتياج النازحين إلى أماكن للنوم، وتمكنت من توفير 2500 فرشة. ثم أطلقت 'فزعة الـ3000 طرد غذائي' خلال شهر رمضان المبارك، والتي لا تزال مستمرة، حيث تم توزيع 1900 طرد حتى الآن، بهدف الوصول إلى العدد المستهدف.

وفي ظل اقتراب عيد الفطر، تستعد المبادرة لإطلاق حملة جديدة لتوفير ملابس العيد للأطفال النازحين، في محاولة لإدخال الفرح إلى قلوبهم رغم الظروف الصعبة.

دعم محلي وتفاعل واسع عبر وسائل التواصل

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في انتشار المبادرة، حيث انضم العديد من الشخصيات المؤثرة والمشاهير الفلسطينيين لدعمها، ما ساعد في إيصال صوت النازحين إلى مختلف المدن الفلسطينية وحتى إلى المغتربين في الخارج.

وأكد خالد أن التبرعات تأتي من مختلف أنحاء فلسطين، حيث يتبرع الناس بالمواد العينية عبر متاجر وصيدليات وماركتات معتمدة، ويتم تنسيق التبرعات بعناية لضمان توفير الاحتياجات الفعلية للنازحين، مثل الحليب، والحفاضات، والأدوية، والمواد الغذائية، والملابس، والبطانيات، وغيرها من الأساسيات.

'فزعة'.. أمل النازحين في العودة

ورغم كل الجهود المبذولة، إلا أن الهدف الأكبر للمبادرة يظل أن يعود النازحون إلى منازلهم في مخيماتهم بأمان، ليحتفلوا بأعيادهم وأفراحهم وسط أحيائهم وشوارعهم، كما اعتادوا قبل هذه النكبة الجديدة.