في مستهل اليوم الـ88 من استئناف حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت طائراته ومدفعيته تنفيذ غارات وهجمات متفرقة استهدفت مناطق مختلفة في القطاع، أسفرت عن استشهاد العشرات وإصابة آخرين، معظمهم من المدنيين.

في مدينة غزة، قصفت طائرات الاحتلال تجمعًا للأهالي في حي التفاح، تلاه استهداف مباشر من الطيران المسيّر لمجموعة من الفلسطينيين عند مفترق السنافور شرق الحي ذاته، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، في حين سُمع دوي انفجارات متتالية في محيط المنطقة.

وسط القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في دير البلح، حيث أسفر قصف استهدف المنطقة عن استشهاد تسعة فلسطينيين على الأقل، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى.

كما قصفت طائرات الاحتلال مسجد التقوى في مخيم البريج، الذي سبق استهدافه في جولات سابقة، بالتزامن مع إطلاق نار من آلياته العسكرية على منازل السكان شمال المخيم.

وفي مخيم النصيرات، شنّ الطيران غارة عنيفة على منزل يقع قرب مسجد الشقاقي في المنطقة المعروفة بـ'مخيم 2'، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية شمال المخيم.

وفي شارع صلاح الدين وسط القطاع، أطلقت مدفعية الاحتلال نيرانها صوب الفلسطينيين أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، بينما تكرر المشهد في منطقة السودانية شمال غزة، حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية مجددًا تجمعات من المدنيين ينتظرون المساعدات.

جنوبًا، واصلت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة خانيونس، إذ تعرضت منطقة جورة العقاد لغارات جوية عنيفة، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة السطر الغربي وأبراج مدينة حمد السكنية، ما خلّف دمارًا واسعًا وحالة من الرعب بين المدنيين. كما أفيد عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي بالمدينة.

وفي تطور خطير، أبلغ الاحتلال الطواقم الطبية بنيته اقتحام مجمع ناصر الطبي في خان يونس، ما يهدد حياة المئات من مرضى الفشل الكلوي الذين يعتمدون على خدماته الحيوية.

وقالت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة إن 52 فلسطينيًا استشهدوا منذ فجر أمس الخميس، بينهم 26 فلسطينيًا سقطوا أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية.

وما زالت قطاع غزة يواجه انقطاعًا كاملًا في خدمات الإنترنت من شماله إلى جنوبه، ما أسفر عن إعاقة عمل طواقم الإنقاذ وعرقل مهمتها.  

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال، بدعم أمريكي وأوروبي، ارتكاب مجازر ممنهجة في قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 182 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل ظروف إنسانية كارثية تزداد سوءًا يومًا بعد آخر.