لعب الدين دورا محوريا، وإن لم يكن حصريا، في اندلاع الحروب بين العرب وإسرائيل، والتي كان آخرها الهجوم الذي نفذته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

ويضيف أفنير ساعر خبير التفاوض والمحاضر في الكلية الأكاديمية للجليل الغربي لصحيفة معاريف الإسرائيلية: 'لعب العامل الديني دورًا محوريًا في أحداث حرب عام 2021 في غزة والهجوم في 7 أكتوبر 2023، من خلال الخطاب والشعارات الدينية مثل 'الأقصى في خطر' والرموز المرتبطة بالمسجد الأقصى. هذا البعد الديني أسهم في تحفيز العنف وعزز ثقة حماس بفاعلية استثمار البعد الديني في تعبئة الجبهات واتخاذ قرار شن الهجوم الواسع عام 2023.

يذكر ساعر أن 'الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صراع متعدد الأبعاد، تتكامل فيه العناصر السياسية والوطنية والاجتماعية والعرقية والدينية. وفي العقود الأخيرة، احتلت التعبيرات الدينية مكانة محورية في الخطاب الفلسطيني واستراتيجيات المقاومة.

فعلى سبيل المثال، يقول شاعر ، تنص المادة السادسة من ميثاق حماس على أن حركة المقاومة الإسلامية 'تعمل على رفع راية الله على كل ما في أرض فلسطين'. وتنص المادة الحادية عشرة من الميثاق على أن الحركة 'تؤمن بأن أرض فلسطين وقف إسلامي لأجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يجوز التفريط فيها أو في أي جزء منها، أو التنازل عنها أو عن أي جزء منها'.

وأكد كذلك أن البحوث في مجال التحريض الديني تشير إلى أن الأيديولوجيات الدينية تُوفر إطارًا قيميًا، وشرعية أيديولوجية، ومحركًا للتعبئة الجماهيرية. حماس، كمنظمة إسلامية، تجمع بين الأيديولوجية الدينية والسياسة العملية، مُذكّرةً بأنه في المنظور الإسلامي لا فصل بين الدين والدولة...

وأشار الباحث الإسرائيلي إلى أن ميثاق حماس الأصلي، الذي وضعه أحمد ياسين (1988)، أكد على ضرورة الجهاد الديني لتحرير فلسطين، بينما في النسخة المُحدّثة لعام 2017، جرت محاولة لتضمين لغة سياسية أكثر مرونة، مع الحفاظ على المبادئ الدينية'.

وقال: 'في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استخدمت حماس الخطاب الديني لتصوير العمل على أنه دفاع عن الأماكن المقدسة للإسلام. أُطلق على الهجوم اسم 'وعد الاخرة '، وهو التدمير النهائي لليهود وهو مفهوم ذو دلالات دينية واضحة، مأخوذ من سورة البقرة'.

ويخلص ساعر إلى أن 'ميل حماس إلى الاعتماد على الدين ينبع من رغبتها في تصوير الصراع على أنه صراع 'أبدي'، حتى يأتي الخلاص أو تتحقق مشيئة الله. وهذا قيد أساسي يجعل من الصعب إيجاد حلول سياسية حقيقية'.