قال الكاتب، في صحيفة 'معاريف' الصهيونية، آفي أشكنازي إنّ 'إسرائيل' تجد نفسها عند مفترق طرق بالغ التعقيد. إذ على الرغم من 'عناق الدبّ' الذي تتلقاه من إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة، يتبيّن أن التردد وعدم اتخاذ القرارات والانشغال بالمناورات السياسية والإعلامية يقود 'إسرائيل' إلى التورط مع نفسها، في ما يخص تصورها للأمن القومي.

يضيف أشكنازي: 'قرار الولايات المتحدة التوجه إلى مفاوضات مع إيران بشأن الملف النووي هو خطوة ذات منطق كبير؛ ففي كل عملية عسكرية أو حرب، هناك أمر واحد فقط مؤكد: كيف تبدأ؟ لكنك لا تعرف أبدًا إلى أين ستُجرّ، أو ما هي نقاط الخروج من المعركة'. وأردف: 'الرئيس الأميركي دونالد ترامب يخوض حاليًا عدة جبهات صراع، أبرزها الحرب الاقتصادية على الأسواق العالمية – من اليابان وأوروبا، وحتى الجارة كندا. كما يخوض أيضًا حربًا ضد الهجرة، ويبدو أنه يسعى لإعادة الولايات المتحدة إلى دور الشرطي القاسي للعالم، ذلك الذي لا تود أن تصادفه في زقاق مظلم'.

إلى ذلك أشار الكاتب إلى أنّ ترامب يُدرك أن الهجوم على إيران يعني هجمات انتقامية على منشآت النفط في السعودية والخليج العربي، بالتوازي مع استهداف مصالح أميركية في العراق وفي غرب آسيا (الشرق الأوسط) والخليج. كما يُدرك أيضًا أنه مع كل الدعم الذي تتلقاه حكومة بنيامين نتنياهو، فإن قضية غزة وتحرير الأسرى لا تُحرز أي تقدم، إذ إن 'إسرائيل' تتقدم خطوة إلى الأمام وتعود خطوتين إلى الوراء.

ولفت أشكنازي إلى أنّه من ناحية، لا يُدفع بشكل كافٍ نحو مفاوضات، ومن ناحية أخرى – كما اتضح يوم أمس الثلاثاء – لا تحقق العملية العسكرية في غزة النتائج المرجوة. مشيرًا إلى أنّ حماس لا تُظهر مؤشرات ضائقة، ولم تُدفع إلى الزاوية كما كان مأمولاً، بل على العكس، فإنّ انعدام الاستمرارية في الضغط العسكري على غزة قاد إلى وضع معاكس، حيث تُظهر حماس بوادر تعافٍ بعد الضربة الأولى التي تلقتها من سلاح الجو والشاباك قبل نحو ثلاثة أسابيع. وتابع: 'بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مطار بن غوريون، سيكون عليه أن يتعامل مجددًا مع أموره اليومية: شهادة في المحكمة، إقالة رئيس الشاباك، إقالة المستشارة القانونية، الحفاظ على الائتلاف، وما إلى ذلك، لكنه سيكون مطالبًا أيضًا بجلسة تقدير وضع أمني'.

كما أضاف أشكنازي: على الطاولة عدة ملفات دراماتيكية وملحة:

أولاً – كيف تُشارك 'إسرائيل' في المفاوضات مع إيران؟ وكيف تُنقل 'الخطوط الحمراء' الخاصة بها إلى الإدارة الأميركية؟

ثانيًا – كيفية منع التصادم بين 'إسرائيل' وتركيا في الأجواء وعلى الأرض السورية؟

ثالثًا – قضية بدء المفاوضات بين 'إسرائيل' وحماس.

هذا، وأردف أشكنازي يقول: 'هنا، على 'إسرائيل' أن تختار طريقها: هل تُقدم خلال الأعياد على تجنيد واسع لعشرات آلاف جنود الاحتياط، وتُفعّل قوة عسكرية كبيرة لتحقيق إنجازات استراتيجية مثل إضعاف حماس ودفعها إلى طاولة المفاوضات وتحرير الأسرى؟ أم أنها ستواصل عدم اتّخاذ قرار حقيقيّ سواء أكان هذا القرارُ عسكرياً أم سياسياً.

وختم الكاتب الصهيوني: حتى الآن، 'عناق الدب' الأميركي ما يزال يُتيح لـ'إسرائيل' التنفس بحرية نسبية، ويُبقي لها هامشًا للتحرك على عدة مسارات. لكن يبدو أن هذا الترابط قد يقود قريبًا جدًا إلى شلل في خطوات عسكرية وسياسية.