شهدت المناطق الفلسطينية المحتلة تصاعداً ملحوظاً في وتيرة الاعتداءات والانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، حيث ترافقت عمليات القتل والاعتقال مع موجة متزايدة من الهجمات الاستيطانية التي استهدفت الممتلكات والأراضي الزراعية، مما يعكس تصعيداً خطيراً في سياسة القمع والتضييق على السكان الفلسطينيين.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار سياسات الحصار والإغلاق المفروضة على العديد من المناطق، والتي تزيد من معاناة الفلسطينيين وتؤثر سلباً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما يعمق من الأزمة الإنسانية ويهدد الاستقرار المجتمعي.

شهيد في قلقيلية برصاص قوات الاحتلال

أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء الشاب جاسم إبراهيم السدة، البالغ من العمر 20 عامًا، خلال اقتحامها قرية جيت الواقعة شرق مدينة قلقيلية.

وأفادت مصادر عائلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية فجراً وداهمت عدة منازل، من بينها منزل الشهيد السدة، حيث قامت بخلع الأبواب وأطلقت النار على الشاب داخل منزله، ما أدى إلى إصابته بعدة رصاصات، وتركوه ينزف على الأرض قبل أن تترك المكان.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد السدة لفترة، ثم سلمته لاحقًا لطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني على مدخل القرية، والتي نقلته إلى مستشفى درويش نزال الحكومي في قلقيلية. كما أشارت إلى أن الشهيد هو الابن الأصغر لوالديه، وكان يعمل بائعًا على بسطة صغيرة داخل القرية.

– قوات الاحتلال اقتحمت منزل المواطن إبراهيم السدة في قرية جيت، وخلال تفتيش المنزل أطلق الاحتلال النار على الشاب جاسم (21 عامًا) وهو نائم داخل غرفته.

– الاحتلال ترك الشاب ينزف حتى ارتقى شهيدًا.

مستوطنون يحرقون مركبات ويخطون شعارات عنصرية في قرية رمون شرق رام الله

في سياق متصل، هاجم مستوطنون فجر اليوم الأربعاء قرية رمون شرق رام الله، حيث قاموا بإحراق عدد من المركبات وخطّوا شعارات عنصرية على منازل المواطنين، وفقًا لما أفادت به مصادر محلية.

ويذكر أن مستوطنين هاجموا أمس منازل في قرية قريوت جنوب نابلس، حيث أحرقوا سبع مركبات وحطموها، كما أضرموا النار في محاصيل زراعية بقرية المغير شمال شرق رام الله.

وسُجل خلال شهر أبريل/نيسان الماضي تنفيذ المستوطنين 231 عملية تخريب وسرقة للممتلكات، طالت مساحات واسعة من الأراضي، بالإضافة إلى اقتلاع 1168 شجرة زيتون في محافظات رام الله (530 شجرة)، نابلس (300 شجرة)، وسلفيت (298 شجرة).

الاحتلال يعتقل مواطنين من بيت لحم ورام الله

وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء مواطنين من محافظة بيت لحم، بحسب مصادر أمنية. وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت شادي علي محمد حسين حساسنة (40 عامًا) من شارع الكركفة بمدينة بيت لحم، إضافة إلى اعتقال إبراهيم وليد صباح من بلدة تقوع جنوب شرق المحافظة.

كما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء حملة اقتحامات في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، وأسفرت عن اعتقال ثلاثة مواطنين بينهم طفلان.

وأفادت مصادر أمنية بأن الاحتلال اعتقل الشاب قيس محمد ناجح أبو قرع (23 عامًا)، والطفلين عبد الرحمن إياد حنون (15 عامًا)، ومحمد عواد لدادوة (15 عامًا)، بعد اقتحام منازلهم والتفتيش والعبث بمحتوياتها.

في سياق استمرار الانتهاكات، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، المواطن حازم فتحي قرعاوي (38 عامًا) من بلدة عنبتا شرق طولكرم. وأفادت مصادر محلية أن قرعاوي، الذي يقيم في مخيم نور شمس ويُعد من النازحين إلى عنبتا، معتقل سابق لدى سلطات الاحتلال.

وفي القدس المحتلة، شهدت الأحياء الشمالية سلسلة من الاعتداءات، حيث اعتدت قوات الاحتلال على الشاب محمد الخطيب من مخيم شعفاط بالضرب المبرح داخل منزله وأمام عائلته وأطفاله، ما أسفر عن إصابته بجروح ورضوض، وفقًا لمصادر محلية.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات خاصة من جيش الاحتلال بلدتي عناتا والعيزرية شمال شرق القدس المحتلة، في عمليات أمنية شملت مداهمات وتفتيش المنازل، ما يعكس تصاعداً في حملات القمع والتضييق التي تستهدف الفلسطينيين في القدس المحتلة ومحيطها.

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي

واقتحم مستوطنون إسرائيليون، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، وذلك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.

وذكرت مصادر محلية أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، حيث نفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدّوا طقوسًا تلمودية في عدد من المواقع، وسط حماية مكثفة من عناصر شرطة الاحتلال.

وفي السياق ذاته، حولت شرطة الاحتلال البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، إذ انتشر المئات من عناصرها على مسافات متقاربة، لا سيما عند بوابات المسجد الأقصى. كما شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة، وفرضت قيودًا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد، ما أدى إلى منع أعداد كبيرة من الدخول لأداء الصلوات.

وتأتي هذه الاقتحامات في إطار سياسة الاحتلال الهادفة إلى فرض واقع تهويدي جديد في المسجد الأقصى، بالتوازي مع تصعيد الإجراءات الأمنية والعسكرية في مدينة القدس ومحيطها.

المصدر: موقع المنار