كشف 'مركز الدراسات السياسية والتنموية' بغزة، السبت، عن تصاعد غير مسبوق في حركات الاحتجاج والاعتراض داخل جيش الاحتلال 'الإسرائيلي' على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً، وانضمام جبهة إقليمية جديدة تمثلت بالحرب المفتوحة مع إيران.

وأكد مركز الدراسات، في ورقة تحليلية، أن هذه التطورات قد تُحدث تحوّلًا جذريًا في القرارين العسكري والسياسي داخل الكيان 'الإسرائيلي'.

وقال المركز إنه 'لم تعد الاحتجاجات داخل المؤسسة العسكرية تقتصر على مواقف فردية، بل تحوّلت إلى ظاهرة جماعية، تشمل رفض الخدمة، وعرائض موقّعة، ومظاهرات لعائلات الأسرى والجنود، وانتقادات علنية من قادة أمنيين بارزين'.

وأضاف: 'شارك في هذه الاعتراضات ضباط من وحدات النخبة مثل سلاح الجو، ووحدة الاستخبارات 8200، والكوماندوز البحري (شاييطت 13)، ما يعكس أزمة ثقة متفاقمة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية'.

وأشار المركز في الورقة التحليلية إلى أن 'فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، مع ازدياد أعداد القتلى والجرحى، وتآكل ثقة الرأي العام، أدى إلى حالة من التململ العسكري، تفاقمت بعد اندلاع الحرب مع إيران في 13 يونيو، والتي زادت الضغط على جيش الاحتلال وأضعفت قدرته على إدارة جبهات متعددة'.

ولفتت الورقة إلى أن 'هذه المعارضة قد تدفع القيادة السياسية إلى مراجعة استراتيجيتها الحربية، وتبني خيارات تفاوضية اضطرارية، مثل وقف إطلاق النار أو صفقات تبادل الأسرى'، متوقعة أن تشكّل هذه الأزمة العسكرية رافعة محتملة لتغيير سياسي واسع داخل الكيان 'الإسرائيلي'.

وختم مركز الدراسات بعدة توصيات للفلسطينيين، أبرزها استثمار الانقسام العسكري لتقوية الموقف السياسي والإعلامي، وتسليط الضوء على حالة الاستنزاف داخل جيش الاحتلال، وتعزيز الضغوط الدولية لإنهاء الحرب وفك الحصار عن غزة.